إيّاك أن تتخرج قبل فعل هذا !!

فرحة التخرج من الجامعة

كثيراً ما سمعنا بمقولة “لم يكن الأمر سهلاً لكنّي فعلتها”، أيّام معدودة وتفصلني عن هذا الأمر الجميل الذي طال انتظاره. فرحة لا تشبه أي فرح، هي بمذاق النصر والكد والسهر، إنّها فرحة التخرج و يا لها من فرحة!

ما قبل التخرج بشهر… بأنفاس ثائرة ومزاجية متقلبة ستغضب من أبسط الأشياء وربما ستصاب باكتئآب التخرج، ستشعر بأنك أرهقت وغير قادر على تقديم المزيد. تكاليف ومشاريع وعروض وواجبات تظهر من حيث لا تعلم  وضغط التختيم، ستُسلب الراحة من دماغك المثقل أصلاً باشياء أخرى.

ستهرب إلى أي نشاط عدا الدراسة، ربما تظهر لك مواهب لم تكن موجودة لديك ربما الطبخ او التصميم أوقراءة في تخصصات اخرى بعيد كل البعد عن تخصصك أو ربما في حالات نادرة قد تضع يدك على خدك لتقول: أرغب بتغيير تخصصي أو أي شيء عدا الدراسة… ستكره مجموعات الدردشة على برنامج الواتس اب.

ستهرب ودماغك إلى عالم آخر عدا الإمساك بكتاب المقرر، دعك من الهروب عزيزي القارئ ولنأخذ استراحة محارب عند مفترق الطرق من كل هذا ولنعد بذاكرتنا لأول خطوة دخلت بها بوابة الجامعة ومواقفك المضحكة أيام كنت تحمل لقب مستجد، وضياعك في مباني الجامعة العملاقة، كم محاضرة ضاعت منك بدون قصد! وكم مرة وقفت لتسأل عن أرقام القاعات الكثيرة! وكم مخالفة حصدتها عند البوابات عن قصد وبدون قصد! كم صديق كسبت!

كيف هي علاقتك بمدرّسيك! ماذا قدمت لجامعتك! وكم كتاب بغير تخصصك قرأت! هل استفدت من مرافق الجامعة وخدماتها المتوفرة! كم ساعة تدريبية حصلت! هل قدمت دورة في الجامعة! ماذا عن التطوع! وهل قمت برحلة مع الأصدقاء خارج الجامعة! هل خصصت وقتاً للقهوة والطعام مع أصحابك تحت ضلال النخيل الجميلة!

نعم! كل هذه الأسئلة والمزيد فكر أنت بها، إيّاك عزيزي أن تضيع أيام ولحظات شبابك لأنها أثمن وأغلى الأيام وهي حقاً الفترة الذهبية في حياتك ومرحلة العمر الوردي والعطاء، لا تغادر جامعتك وتدر ضهرك لبابها بدون أن تودع مبانيها أو تلتقط صورة للذكرى فيها أنت وأصحابك، تعلم لغة جديدة لربما تسلبك الحياة لاحقاً متعة التعلم أو الإنشغال بأعمال أخرى، تطوع في أندية الجامعة، تطوع مع قسمك، وتدرب معهم، اسأل، حاور بأدب، تعلم، لا تهز رأسك إن لم تفهم على مدرسك، واجه مخاوفك، أبدع، ألّف، أكتب، دوّن، اهتم، اضحك، ابتسم، اكتسب ثقافة جديدة، اكتسب عادة الامتنان والشكر، عبّر عن إعجابك، درّب نفسك على الإنصات، خصص وقت أنت وأصحابك للاجتماع فيه وأظهر طاقتك ومرحك معهم، قدم شيئاً لجامعتك، اغرس وردة أو شجرة، ارسم على جدرانها ثقافة بنّاءة، شارك في مسرحيات، اذهب للمكتبة، ساعد العاملات بأعمالهن، قدم أفكار لمرشدك، نظم دورات، ولما لا تقدمها إن كانت لديك الرغبة، حافظ على نظافتها، شارك بالأبحاث العلمية والمسابقات، ابتكر، تحد، ولا تقل: لا أستطيع فعل كل هذا ، هناك أشخاص تعمل وتتعلم، بل وأمهات فعلنها، خصص مجلد ولتسميه “مسيرتي الجامعية” وضع فيه كل نجاحاتك ومشاركاتك، كن ذَا أثر.

وأخيراً من تجربة شخصية لا تدع يومك يمر مثل قبله، قم فلا وقت للخيب ، اكسر كل شعور سيّء داخلك وحاول من جديد، هناك جميل ينتظرك فاسعى إليه.


رهام الخلف- جامعة أم القرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *