الرأي

تخّيلات كروية جامعية!

محمد العمري

كاتب رياضي

لفت انتباهي خبر تخرج لاعب نادي النصر الكابتن عبدالله الخيبري من جامعة الملك سعود؛ لأنه عادةً لا نشاهد لاعبينا يكملون دراستهم الجامعية ويرتقون فيها، ومن يقوم بذلك يكون بعد انتهاء مسيرته الكروية، وهذا ما دفعني أن أفترض سيناريو معيناً يبدأ بواقع أن في السعودية يصل عدد الجامعات الحكومية إلى 24 جامعة تخدم أكثر من نصف مليون طالب، وأكثر من 28 جامعة وكلية أهلية تخدم أكثر من مائة ألف طالب، وتلك فرصة كبيرة جداً لخلق بيئة تنافسية استثمارية جديدة ، ودعوني أضرب المثال باللعبة الأكثر شعبية ومحور الأحاديث والاهتمامات اليومية للشارع الرياضي السعودي وهي كرة القدم.

لو أن هيئة الرياضة أسست اتحاداً محترفاً للجامعات يكون أفراده ومن يعملون فيه هم الجيل الجديد المهتم بالإدارة الحديثة والتسويق الرياضي؛ لكانت النتيجة تجهيز مجموعة قيادية جديدة لقيادة كرة القدم السعودية إلى مستقبل أفضل.. فقط تخيل كيف ستكون النتيجة؟ وتخيل أن إحدى (أو عِدة) شركات قامت برعاية دوري الجامعات السعودية؛ لأوجدت دخلاً جديداً للمنظومة الرياضية وللجامعات أيضاً، وسوقاً لها تسويقياً وربما توظيفياً لاستقطاب الخريجين للعمل بها، أضف إلى ذلك أن تصبح حقوق النقل لهذا الدوري خاصة بالقناة الرياضية؛ لكي تتحرك قليلاً بدلاً من السبات الذي تقبع فيه، وربما ساعدها ذلك على اكتساب المزيد من الخبرة لتقوم بما هو أكبر، وربما يصل إلى إخراج جيل إعلامي جديد بدلاً من الجيل المكرر الذي يتنقل بين الفضائيات كلما ظهرت جديدة بنفس الفكر الذي أصبح مضراً أكثر مما كان عليه.

والأهم من ذلك أن تستفيد الجامعات من المداخيل لدعم برامجها التعليمية ، وتجد الأندية مورداً جديداً للاعبين (هواة ومحترفين) وصل نضجهم الفكري إلى مستوى أفضل من الحالي لوصولهم إلى المرحلة الجامعية وبإمكانهم خدمة النادي لسنين أخرى، فعند التخرج يكون عمر اللاعب لا يزال في الثانية والعشرين وبإمكانه خدمة النادي لسنين عديدة، ومن عدها ينخرط في المجال العملي سواء الرياضي أو مجال دراسته، أعتقد أن هذا قد يساعد في خفض قيمة اللاعبين إجمالاً بشكل عام.

كل ما ذكرته سابقاً قد يبدو خيالياً وصعب المنال بعض الشيء ، ولكنه ليس مستحيلاً، ويمكن تحقيقه جزئياً ولو بالتدريج وبعد ذلك تعميمه على الرياضات الجامعية الأخرى للوصول إلى مخرجات رياضية أفضل مما هي عليه وربما لمشاركة أوليمبية مستقبلية أفضل مما كانت عليه سابقاتها والسر في ذلك ليس فقط التخطيط ولكن التنفيذ أيضاً.. فقط تصور ذلك..

بُعد آخر

يعتبر فريق كرة السلة بجامعة شمال كارولينا الأمريكية أعلى فريق جامعي بقيمة 26 مليون دولار تقريباً، وهذه القيمة تُقاس على أساس ما تساهم فيه اللعبة والفريق للجامعة عامةً والقسم الرياضي خاصةً، وما يتم تحصيله من أرباح البطولة. في أحد المواسم الماضية قُدرت أرباحه بحوالي 17 مليون ويرجع الفضل في ذلك لاتفاقية رعاية مع شركة نايكي بمبلغ ذهب لمصلحة البرامج الأكاديمية ، مع العلم أن شركات كبرى مثل نايكي وأديداس وأندرارمور ترعى عدة جامعات مثل جامعة ميامي ونوتردام وميتشجن وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *