ميونيخ مدينة الجمال والفخامة وتعدد الثقافات

ميونيخ مدينة الجمال والفخامة وتعدد الثقافات

ميونيخ مدينة مفعمة بالنشاط والحيوية، وتتميز بالتنوع والتعدد الثقافي والتعايش السلمي بين مكوناتها الاجتماعية المختلفة، كما أن الجمال والأبهة والفخامة لا تغيب عنها. ما يجعلها واحدة من أكثر المدن الألمانية جذبا للسياح..

يعيش التجار العرب والأجانب والألمان جنبا إلى جنب في شوارع ميونيخ القريبة من محطة القطارات الرئيسية. يمارسون حياتهم بنشاط وهمة، ويعرضون بضاعتهم المتنوعة كتنوع بلدانهم وثقافاتهم. ويعتبر شارع غوته (Goethe) أكبر وأهم الشوارع الرئيسية التي تعكس حياة التجار الأجانب في ميونيخ ، فهو يجمع كل المتناقضات المعروفة في اللغة والعرق والدين والطعام وحتى البضائع، إلا أنه يظل علامة مميزة تدل على التعدد الثقافي والاجتماعي وتسامح المدينة، والتعايش السلمي بين سكانها… 

ميونيخ مدينة عالمية

هناك زيادة مستمرة في عدد المهاجرين إلى ميونيخ، ففي سنة ۲٠٠٩ وصل عددهم إلى ۳٠٩ آلاف أي بنسبة تقدر بحوالي ٦, ۲۲ % من عدد السكان، وفي سنة 2012 وصل العدد إلى ۳٥٤ ألفا أي بنسبة ٦, ۲٤ %؛ وبإضافة من حصلوا علي الجنسية الألمانية إليهم تصل النسبة الكلية إلى ٦, ۳٨ %، حسب تصريحات نشرتها صحف ألمانيا للسيدة بيرغيتا ماير من مكتب الشؤون الاجتماعية في بلدية ميونيخ. وتضيف ماير أن هذا الإرتفاع يؤكد حقيقة تنوع مدينة ميونيخ الاثني والثقافي، وأنها تصنف الآن كمدينة عالمية .

لا تخطئ العين أثناء التجول في شارع غوته مظاهر هذا التنوع الشديد، فهو “يحمل نكهة عربية مميزة فكل شئ موجود فيه مثل محلات الغذاء والملابس والمتاجر الكهربائية والصيدليات ومحلات البقالة وبيع اللحم الحلال والشاورما والفلافل ومحلات الستلايت، وكلها تحمل أسماء عربية أو أسماء من لغة القائمين عليها” يوقل أبو كريم العراقي والذي يعمل في صالون حلاقة عربي، في حوار مع DW عربية.

يستمع المرء أثناء السير في الشارع إلى مختلف اللهجات العربية، الرجال يتجولون بالجلباب والنساء بالحجاب. ويفضل سياح الخليج من الطبقة المتوسطة السكن في الشارع أو بالقرب منه، لأن كل شئ متوفر فيه ولا توجد مشكلة في التحدث باللغة العربية. كما يتميز الشارع أيضا بانتشار محلات الشاورما التركية بكثافة، فقد ظهرت فيه لأول مرة قبل 35 سنة ومنه انتقلت إلى كل أرجاء المدينة.

التنوع والاندماج

بالاتجاه إلى تقاطع شارع لاندفير مع شارع غوته يزداد التنوع بين محلات تبيع المصاحف والسبحات وأشرطة القرآن وملابس المحجبات، إلى محلات بيع أدوات الجنس والمقاهي العربية لتدخين الشيشة وكازينوهات القمار. وما يثير الانتباه، أن الجميع ملتزمون بالعمل داخل حدود متاجرهم دون ضجر أو إحساس بالمضايقة من وجود جيران على النقيض منهم.

تفسر بيرغيتا ماير هذا التنوع الكبير، بأن ميونيخ حققت “تقدما كبيرا في مجال إدماج الأجانب خاصة في مجال التعليم وسوق العمل. وأصبح شعار: ميونيخ متنوعة، في الفترة الأخيرة شعاراً نرفعه في كافة المناسبات” وتضيف بأنه حسب استطلاع للراي أجرته بلدية المدينة، تبين أن “٩٠ بالمائة من الألمان الذين ينتمون إلى أصول أجنبية أو المهاجرين، يشعرون بارتياح كبير لإقامتهم في ميونيخ. لكن رغم ذلك لايزال أمامنا الكثير من العمل لمزيد من الإصلاحات”.

وسط المدينة ملتقى الجميع

عالم آخر تماما ننتقل إليه عندما نصل إلى الساحة الرئيسية للمدينة ” Marienplatz” التي تتوسط ميونيخ، فالساحة لا تبعد عن شارع غوته إلا دقائق قليلة، وهي شكلها مثل النجمة تتفرع منها شوارع في كل الاتجاهات، أهم شارعين فيها هما شارع زيندلينغر الممتلئ بالحركة والنشاط بمحلاته الصغيرة التي تحمل الطابع البافاري، وتقدم غالبا لزبائنها منتجات محلية تقليدية، أما الشارع الأخر فهو شارع كاوفنغر الشهير الذي يصل ساحة مارين بساحة شتاخوش حيث توجد النافورات المائية التي يتجمع حولها الناس في الصيف. وهذه المنطقة تحديدا تعتبر منطقة التسوق الأكثر رواجا في العالم، لذلك لا يستغرب الزائر من وجود هذا الزحام المستمر طول الوقت. وأغلب المتاجر هنا تتكون من عدة طوابق وتصبح مزدحمة بشكل استثنائي في المناسبات والأعياد التي يقبل فيها سكان المدينة على شراء الهدايا، وهي منطقة يقصدها كل من يزور ميونيخ.

شارع الفخامة والترف

من ساحة مارين نتجه إلى عالم مختلف تمام الاختلاف في شارع ماكسيمليان، حيث الأبهة والعظمة منقطعة النظير. فالشارع الذي تم تشييده قبل مئتي عام يعتبر شارع الترف والموضة وكل الماركات العالمية دون منافس، فكل بيوت الأزياء العالمية والماركات الشهيرة مثل ديور وشانيل وفيري و فيمبي تتراص فيه بجوار بعضها البعض، وهو ملتقي كل رجال وسيدات المجتمع والممثلين والمشاهير ولاعبي فريق بايرن الشهير والأمراء العرب حيث يفضلون التسوق هنا، رغبة في التميز والخصوصية التي يحرصون عليها.

الكثير من متاجر الشارع ينفرد بخاصية تعليق الأسماء علي بوابات المدخل بحروف من ذهب، فالبضائع مرتفعة الأثمان بشكل يفوق الوصف، على سبيل المثال ساعة اليد هنا لا يقل ثمنها عن ٦٠ ألف يورو، وهنا أيضا الأحذية الجلدية المصنوعة يدويا وحقائب اليد الجلد للسيدات رفيعة الذوق والملابس من إنتاج أشهر مصممي الأزياء العالميين لا يقدر على دفع ثمنها إلا المشاهير والأثرياء .

أما الشوارع القصيرة المتفرعة عن شارع ماكسيمليان، فتشتهر أيضا بمنتجات عالية الجودة ومحلات تحمل تقاليد عريقة منذ العهد الملكي في بافاريا، مثل محلات صياغة الذهب والجواهر ودور الخياطة. وهي ما زالت محتفظة بتقاليدها القديمة، وتقدم نفسها في مشهد بديع يعود بالزائر إلى عصور مضت تجعل من الجولة وسطها تجربة فريدة وخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *