كتاب جديد من مجلة الفيصل

حفلة قديمة على القمر.. تجارب ستة من أبرز الشعراء الأميركيين

تتناول الكاتبة ست تجارب شعرية أثّرت في مسار الحداثة في الشّعر الأميركي في القرن العشرين

نشرت “مجلة الفيصل” السعودية مع عددها الجديد (مارس-أبريل 2019م) كتابَا جديدَا، بعنوان «حفلة قديمة على القمر: تجارب ستة من أبرز الشعراء الأميركيين» دراسة وترجمة الشاعرة اللبنانية آمال نوّار.

تقول نوّار أن هذا الكتاب هو بمنزلة جزء أول من سلسلة دراسات وترجمات -ستستكمل عرضها مستقبلًا في إصدارات لاحقة- تضيء جوانبَ من «المشهد البانورامي» لشعراء الحداثة الأميركيين، الذي يستحيل تطويقه برمّته. وتتناول الكاتبة في هذا الجزء، ست تجارب شعرية فريدة وبارزة، أثّرت في مسار الحداثة في الشّعر الأميركي في القرن العشرين. تحاول من خلال إلقاء الضوء على مميزاتها، وخصوصية كل منها، ونماذج من أشعارها، الإحاطة بـ«بعض» ملامح الشعرية الأميركية في سياق تطورها، منذ انطلاق مرحلة الحداثة في أواخر القرن التاسع عشر حتّى النصف الأول من القرن العشرين، أي وصولًا إلى مرحلة ما بعد الحداثة التي انطلقت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

وكتبت نوّار في تقديمها للكتاب أن أميركا بلد التنوّع بكلّ تجلياته الظاهرية والفكرية؛ فهو خليط أجناس وإثنيات وثقافات وتقاليد وأديان، وحضارته تقوم على خلق بيئة إنسانية تتآلف مع جوهر الاختلاف والتعدّد والتغيّر؛ تلك السمات التي عنها ينجم النمو والازدهار على مختلف الصعد، ومنها يتشكّل قوس قزح من الجماليات الإبداعية. ومن هنا فالشعر الأميركي لا يشذّ عن هذه الخلطة السحريّة؛ فالتنوّع خاصيّة أصيلة فيه، بحيث إنّ البحث عن قواسم مشتركة بين شعراء هذه الهويّة أو بين مدارسهم النظريّة، يحيلنا ربما إلى الشعر الرديء فحسب؛ لأنّ الفرادة هي ما تميّز الشعر الجيّد في الذهنية النقدية الأميركية.

وتضيف أنه لم يأتِ اختيار النماذج الشعرية لهؤلاء الشعراء عبثيًّا؛ حيث حرصت على ترجمة القصائد التي هي من بين الأهمّ والأشهر لهم، التي تدلّل على خصوصيات أساليبهم وشعرياتهم. وقد اشتغلت بتأنٍّ وتفانٍ، مطاردةً المعاني الزئبقية، وموليةً موسيقا النصوص وإيقاعها الداخلي عناية فائقة، بحيث لا يضنّ المعنى الشعريّ بموسيقا النصّ، ولا العكس. وتشير الكاتبة إلى أنها لن تخوض في الصعوبات المعهودة والمعروفة التي يواجهها المُترجم عادةً، في أثناء عملية النقل من لغة إلى لغة، ومن ثقافة إلى ثقافة، ومن ذائقة إلى ذائقة؛ حيث إنّ الترجمة، ولا سيما الترجمة الشعرية، تُواجِه عوائق «فوق لغوية» لنَقْل الإحساس الشعريّ وهو لمّا يزل راعشًا بعد، ومُخْضَلًّا، ونداوته تحلّ كالنِّعمة السماوية في النّفس. كيف ننقل البراعة ببراعة، والألم بألم، والهَوَس بهَوَس إلخ…؟ مَطِيَّتنا «الصِّدق»؛ بمعنى أن نقوم بترجمة النصوص بإحساس صادق بها، وتفاعل معها، يتجاوز المعنى السطحي، المباشر، للمفردات، إلى مرامٍ ومقاصد أعمق، بحيث تتفتّح أمام المترجم آفاق مشرقة وأسرار معتمة كان ليحجبها اتكاؤه فقط على ملكات وحذلقات لغوية. وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب يعرض هذه التجارب متسلسلة بحسب أعمار أصحابها، بدءًا بالأكبر سنًّا، مراعاةً لأثر كلّ تجربة فيما أعقبها.

ولفتت الكاتبة أنّ عنوان الكتاب مقتطف من قصيدة لبيشوب بعنوان «عاصفة رعديّة»، تاركة لخيال القارئ حرية تأويله، مع التنويه بأنها تحاول عبر هذا الكتاب بأن يحلّ هؤلاء الشعراء، مكان «زوجات الدبلوماسيين» في القصيدة المذكورة، في تلك الحفلة القمرية القديمة، العاصفة، والممطرة لآلئ سماوية.

وتأمل الكاتبة أن يتسنى للقارئ معايشة هؤلاء الشعراء على غرار معايشتها الطويلة لهم ولقصائدهم، فيخلّفوا بصماتهم الذهبية في عقله وقلبه، ويشحذوا روحه ومخيلته بأشعارهم الآسرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *