الرأي

الاحتفاء بأوسكار رامي مالك.. عقدة نقص أم توظيف ساذج لقصص نجاح المغتربين!

حبيب عبدالله

صحفي، عمل سابقا في الوطن، الشرق الأوسط، وصحيفة الوفاق الإلكترونية، ومجلة المجلة، ومجلة الفيصل.

تشير موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية إلى أن رامي مالك هو ممثل أميركي، وذلك في أول سطر للتعريف بهذا الممثل الفائز مؤخرا بجائزة الأوسكار 2019م لأفضل ممثل.

ورغم ذلك حصل خبر فوز رامي مالك بالأوسكار على احتفاء كبير في مصر وفي الإعلام المصري بل وحتى عند السلطة المصرية التي سارعت قبل غيرها بالاحتفاء بالجائزة لأنه مولود لأبوين مصريين، إضافة إلى مظاهر الاحتفاء في الوطن العربي الكبير على مستوى الشعوب التي لا يقع عليها أي لوم وهي تبحث عن أي جائزة اختراع وأي خبر اكتشاف لشخص عربي للتعبير عن مشاعرها الدفينة بوجود أمل بالنهضة والتغيير.

أعود للإعلام العربي والسلطات العربية في كل بلد عربي وليس مصر فقط، لماذا هذا الاحتفاء بفوز ونجاح مواطن أوروبي أو أميركي ولكن أصوله عربية، أو حتى عربي يعيش هناك، لماذا لا يكون السؤال عن سبب عدم قدرته على تحقيق أي شيء عندما كان بين يعيش في وطنه الأم، أو حتى بعد عودته من الابتعاث، وأقرب مثال على هذه المفارقة في النجاح والفشل تكمن في نجاح الباحث العربي في الاختراع والاكتشاف في المختبرات والجامعات الأوروبية والأميركية، وفشله في المختبرات والجامعات العربية. في جميع المجلات من هندسة وطب وعلوم وفضاء وحتى الكتابة والفنون والرياضة.

أعتقد أن مثل هذا الاحتفاء لا يخرج عن أمرين؛ إما هي عقدة نقص تعاني منها الأنظمة الرسمية العربية بسبب فشلها العريض في خلق بيئة متكاملة وشاملة تساعد الشباب على تحقيق أحلامهم وآمالهم، وقدرتهم على المشاركة والتطوير في تخصصاتهم ومجالاتهم بعد التخرج من الجامعة.. أو هي سياسة ساذجة لتوظيف قصص نجاح العرب المغتربين أو المبتعثين من دولهم أو الذين ينحدرون من أصول عربية، على أنها نجاح لمخرجات التعليم والبيئة العربية، والواقع يقول عكس ذلك تمامًا.

وحتى عند توظيف بعض الأحداث، نكتشف وجود غباء غير عادي يكمن أحيانًا في تعارض الحدث مع القيم والثقافة، ومن ذلك الاحتفاء بفوز رامي مالك وهو يؤدي دور مغني شاذ، وعند الاحتفاء بمثل ذلك؛ يصعب علينا الفصل بين الاحتفاء بالممثل وبين الاحتفاء بالقيمة والقصة التي يحملها الفيلم وهي الشذوذ الجنسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *