أبشر يا «أبشر»

في كل أسبوع لنا حكاية جديدة من حكايات التدخل في الشأن السعودي الداخلي من جهات مختلفة، تركوا العالم كل العالم وأهملوا كل القضايا، واتجهوا إلى السعودية التي تسير في دروب التغيير والتطور، الإصلاح والانفتاح على العالم.

قضيتنا هذا الأسبوع هي الأهم على مستوى التسهيلات الحكومية مع تطبيق أبشر، وهو التطبيق الحاسوبي المتكامل والمتمكن، هدفه الأسمى تسهيل الأمور الحياتية لمواطني ومقيمي المملكة لعرض البيانات الخاصة لمستخدميه في الداخل وفي أصقاع الأرض، ولتمكينهم من أداء طلباتهم الحكومية بكل يسر وراحة.

لن أتحدث عن الكم والكيف من تسريع وتسهيل حققه هذا التطبيق الوطني على مدى السنين الماضية، ولا عن الجوائز والإشادات المختلفة من المواطنين والمقيمين. ما حدا بي إلى تخصيص مقالي هذا الأسبوع، هو ما أثير هذه الأيام من هجمات غير عقلانية وغوغائية مطالبة بإيقاف هذا التطبيق الذي يعتبر بالنسبة لنا عصب الأتمتة الحديثة لإنجاز مجمل المعاملات الشخصية والحكومية؛ بسبب تعديه على الحرية الشخصية للنساء. لم أكن أتصور أن يجرؤ هؤلاء على أن يتسلحوا لمحاربة المملكة بمهاجمة تطبيق وضع لخدمة الإنسان وتسهيل أموره الحياتية حتى لو تطلب الأمر العودة إلى تعبئة النماذج الورقية والمراجعات للدوائر الحكومية مهما كلف من وقت وجهد. إنهم ومن وراءهم يبحثون عن مداخل عدة لفرض التغيير الذي يريدونه، حتى لو كانت هذه الأمور خاصة وشأنا داخليا حسبما يمليه علينا مجتمعنا المحافظ وأنظمتنا الداخلية، ولكن هجماتهم هذه ليست ضد التطبيق في حد ذاته أكثر مما هو استهداف لمكون أساس، الهدف منه بث الشلل في مفاصل الحياة العامة بالسعودية.

إننا أمام مفترق طرق، حيث علينا أن نختار إما الانصياع لمن أوجد هذه المنصات التي تسكنها جميع تطبيقاتنا، وإما أن نبدأ في تحقيق استقلاليتنا من تخطيط وتفعيل لبناء شبكاتنا الوطنية؛ حيث نسكن فيها إبداعاتنا الخدمية من تطبيقات حكومية وغيرها من قنوات تواصل اجتماعية، ومثل هذا الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام على من في يده تمكين الرؤية الاستراتيجية، لما فيه من إشارات يجب أن نفهمها ونعي أن الاستقلالية واجب وطني في كل مناحي الأمور بالمملكة؛ حيث إن الدولة – أيدها الله – ماضية في توطين الصناعات، وتسريع عمليات التحول الوطني، ومن الأجدر أن يولى هذا القطاع أولوية قصوى؛ لأهميته الاستراتيجية لمشروع التحول الوطني ورؤية المملكة 2030.

وأنا أذكر هذا المطلب وكلي ثقة بوجود الكفاءات الوطنية القادرة على صنع وإخراج مثل هذه الحلول التقنية لأرض الواقع في وقت قصير، متى ما تضافرت الجهود المخلصة من تخطيط وبناء، ولنا في دول مثل الصين وروسيا خير مثال على جدوى مثل هذه الحلول الوطنية، التي ضمنت استقلاليتهما، وجلبت الرخاء والراحة لمواطنيهما.

مها الوابل

نقلاً عن (الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *