“أبشر” بين المؤامرة والابتزاز

يتحاشى البعض ذكر كلمة «المؤامرة» في أي نقاش حول قضايانا المحلية؛ لاعتقادهم بأنها شماعة تعلق عليها كل الأخطاء. لكن العاقل يدرك أن ما تتعرض له المملكة لا يمكن وصفه بغير تلك الكلمة. ففي الوقت الذي توقعنا فيه دعما قويا من الدول والشعوب والمنظمات التي تدعي انحيازها للشفافية ومكافحة الفساد والتمسك بالقيم لصالح الخطوات التي اتخذتها المملكة في طريقها نحو تحقيق كل الأهداف السامية للوطن وللإنسان، يحاول البعض منهم دحرجة كرات الثلج لأي قضية ترتبط بالمملكة، حتى لو كانت مرتبطة بالتنمية الحضارية التي تدعو لها الأمم المتحدة. ولعل ما أثير مؤخرا حول تطبيق «أبشر» من تفاهات وسذاجة، ما يؤكد أن تلك الدول والمنظمات لن يهدأ لها بال إلا إذا رأت المملكة منطوية على حالها مختبئة خلف جداري الخوف والتخلف.

الحملة على تطبيق «أبشر» التي أثارها مؤخرا السناتور الديموقراطي (رون وايدن) وطالب فيها شركتي أبل وجوجل بحذفه؛ بحجة أنه يستخدم من الرجال لمراقبة تحركات نسائهم، ما هي إلا حجة تافهة وبلا معنى!. فالرجل الذي يريد مراقبة أهل بيته يمكنه فعل ذلك بكل سهولة وبعيدا عن هذا التطبيق.

نظام «أبشر» والذي يخدم خمسة ملايين مستفيد بشكل مباشر وأكثر من ثلاثين مليون مواطن ومقيم بشكل غير مباشر، أحدث نقلة كبيرة في حياة الناس، وسهل عليهم التعامل مع ما يقارب 160 خدمة، كانت تتطلب منهم قبل تأسيس هذا التطبيق التوجه للإدارات الحكومية والانتظار لساعات، مما يضيع جهودهم وأوقاتهم، بينما أصبح بإمكانهم الآن إنهاء تلك الخدمات من خلال كبسة زر على التطبيق.

بقي أن أوضح أن السيناتور (رون وايدن) يتزعم كل حملة فيها إساءة للمملكة. فقبل هذه الحملة تزعم حملة ضد المبتعثين السعوديين وحملة أخرى ضد مناهجنا التعليمية وكذلك حملة لما أسماها الإساءة للأطفال السعوديين. فماذا ننتظر من هذا السناتور الذي يبدو وكأنه موظف في إحدى شركات العلاقات العامة التي تستخدمها بعض الدول للإساءة لدول تعاديها.. ولكم تحياتي..

محمد البكر

نقلاً عن (اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *