الشرقية والسياحة العلاجية

خلال السنتين القادمتين ستتحول المنطقة الشرقية إلى منطقة تعج بالمستشفيات الحديثة. ومن يتابع الشأن الصحي والاستثمار فيه، يدرك أن هناك أكثرمن ألف سرير جديد ستنضم للخدمة مع الأسرة الحالية. فبالإضافة للمستشفيات القائمة، هناك أكثر من ستة مستشفيات جديدة تتبع القطاع الخاص سيتم افتتاحها. كما أن هناك مشاريع حكومية قادمة ضمن خطة الوزارة، ناهيك عن المستشفيات التابعة لجامعة الإمام عبدالرحمن والحرس الوطني ومستشفى الملك فهد التخصصي والتي افتتحت أقساما للعلاج الخاص. هذا بالإضافة للدخول المتوقع للمستثمرين الأجانب بعد أن سمح لهم بالتملك الكامل في القطاع الصحي، مما يعني دخول مستشفيات عالمية منافسة.

أمامي الآن أرقام مشجعة لأرباح إحدى الشركات السعودية المستثمرة في القطاع الصحي كبناء المستشفيات وتشغيلها والتوسع في العيادات التخصصية. فحسب موقع «أرقام» فإن هذه المجموعة حققت أرباحا قدرها 333.6 مليون ريال في العام 2017، حيث ارتفعت بنسبة 31% مقارنة بأرباح 257.2 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2016. مما يؤكد أن الاستثمار في القطاع الصحي مربح وفي نمو مستمر.

كل ما جاء في تلك الأرقام «يساعد» في دعم فكرة تحويل مدن الحاضرة لتصبح مدنا للسياحة العلاجية. وقد تعمدت وضع كلمة «يساعد» بين قوسين؛ لأن هناك متطلبات أخرى كثيرة لا بد من تنفيذها. فحتى لو تم افتتاح كل تلك المستشفيات فلن تكون كافية لتحقيق ذلك الهدف ما لم تكن تحت رعاية الدولة ودعمها، إما على شكل قروض طويلة الأجل، أو بمنح المستثمرين أراض مجانية، أو بالمساهمة والمشاركة في وضع دراسات الجدوى الاقتصادية لضمان نجاحها. ناهيك عن الحاجة لقيام المستثمرين بالتنسيق فيما بينهم لتوحيد الجهود واستقطاب الكوادر المؤهلة من أطباء وممرضين وفنيين مع تأمين معدات متطورة وحديثة.

فكرة السياحة العلاجية تتوافق مع رؤية المملكة، ومع توجه الوزارة لتنظيم الخدمات الصحية. ولكم تحياتي

محمد البكر

نقلاً عن (اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *