“الفيصل” تنشر رسائل تبادلها فيصل دراج ومحمد ملص بين موسكو وباريس 1968- 1975م

فيصل دراج و محمد ملص
الرياض - عناوين

نشرت “مجلة الفيصل” مقاطع من بعض الرسائل التي تبادلها الناقد الفلسطيني فيصل دراج مع المخرج السينمائي محمد ملص ، خلال المدة الزمنية 1968م- 1975م والتي عنونت لها المجلة بـ “وفاء لزمن مضى كان يحتفي بالأحلام”، حيث جمعت بين فيصل دراج ومحمد ملص صداقة منذ سنوات الشباب، عندما كانا يعملان معلمين في إحدى المدارس في سوريا، حيث سافر دراج إلى العاصمة الفرنسية باريس لدراسة الدكتوراه، في حين سافر  ملص إلى العاصمة الروسية موسكو لدراسة فنون السينما، وتقول “مجلة الفيصل” بأن  الرسائل “تقذف بقارئها في خضم تلك اللحظة الزمنية، بكل ما تموج به من قراءات واهتمامات وأفكار وأحلام وأوهام حتى. وتعكس الرسائل الاهتمامات التي كانت تشغل الناقد والمخرج السينمائي، في تلك المرحلة الباكرة، كما تحفل بأسماء الكتب والأفلام والأماكن”.

كما نشرت “الفيصل مقتطفات من مقدمة طويلة كتبها الناقد فيصل دراج، للكِتاب الذي يصدر قريبًا ويضم بين غلافيه تلك الرسائل. ويكتب دراج في المجلة هذه المقدمة عن الرسائل:

“هذه رسائل عن (شباب) مضى، كان يرفض ولا يعيّن ما يرفضه، ويندفع إلى رغبات صعبة التحديد. وما بين الرفض، الذي كان له شكل العادة، والرغبات الأقرب إلى الأحلام، التبس الطريق، وهرب الوقت وغدا رخوًا، أكثر من مرة.

لم أكن أدري عن الرسائل التي تبادلتها مع محمد ملص، شيئًا كثيرًا. نسيتها مع أشياء أخرى، اخترقتها أربعون سنة وأكثر. فلست إنسانًا أرشيفيًّا، ولم تسمح لي حياتي، تلك المضطربة القلقة، أن أنظِّمها وأن يكون لديّ أرشيف. فالعناية بالأرشيف، كما العناية بالأحلام، تحتاج إلى حياة مستقرة. وقد رضيت بنشر هذه الرسائل، وفاءً لزمن بريء مضى كان يحتفي بالأحلام. ما يدعوني إلى ذلك ماثل، ربما، في سطوة الحنين التي تربطني، أو تربطنا، بزمن غريب، لم نكن نعلم أنه حافل بالمعجزات. فامتلاك حاضر يسير إلى المستقبل، يأخذ اليوم شكل المعجزة، وترويض الحاضر الذي يعيش في المستقبل، قبل أن يأتي، يثير اليوم الدهشة. كان هناك في الماضي عائلة موحَّدة، لم يسمح لها الحاضر أن تستمر كما كانت.

وعن هذه الرسائل القليلة، ينبعث مأساوي جليل، يضيء الفرق الشاسع بين بناء الأحلام واندثارها، تلك الأحلام التي كانت آباء لنا، وكنا أبناء لها، قبل أن يمر الزمن ويفصل الأبناء عن الآباء، ويحمل الأحلام، صامتة باردة، إلى مكان مجهول. يدور هذا المأساوي الذي أدعوه بـ(الجليل) في فضاء زمني طويل، عالجه التفكك والخيبة والانحدار. يتراءى في ذكريات الماضي ما كان وانصرف، مخلِّفًا لوعة وأسئلة محبِطة، أما ذكريات الحاضر فتتراءى فينا حيث المنصرِف: نحن، لا الذكريات البعيدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *