محمد.. صانع المستقبل

في كل مرة تنجز المملكة مشروعاً أو تقترب من ذلك تتعالى الأصوات المأجورة.. تتعرض المملكة لكثير من الهجمات الإعلامية على وسائل مختلفة، ترتفع درجة حرارة هذه الحملات في كل مرة تتقدم فيها المملكة على المستوى الاجتماعي أو الثقافي، يظن هؤلاء أن هذا الباب هو أفضل الأبواب التي يمكن النفاذ منها للتأثير على الإنسان السعودي.

من حسن الحظ أن هؤلاء في تعريفهم للإنسان السعودي تبنوا النسخة السعودية الطافية على السطح أيام الصحوة، كانت صورة السعودي المعلقة على اليافتات تتسم بالتزمت والانغلاق وكراهية الموسيقى والفنون وتقييد حركة المرأة.. إلخ، لم يدرك هؤلاء أن السعودية دولة كبرى وعدد سكانها أكثر من عشرين مليوناً وتضيء سماواتها أكثر من عشرين جامعة وعدد لا يحصى من المعاهد ومراكز التدريب وأكثر دولة في العالم تبتعث أبناءها للدراسة في أفضل الجامعات في شتى أنحاء المعمورة ولا يعلمون أن بنات المملكة شكلن ويشكلن نصف هؤلاء المبتعثين ونصف عدد الطلبة في الجامعات الداخلية.

قشرة الصحوة التي غطت سمعة المملكة جفت وسقطت وظهر السطح الناصع الذي يمثل السعودي التقدمي الإنساني المسلم المتحضر، حتى في عز ضجيج الصحوة كانت البعثات التعليمية تغطي الدنيا حتى قيل لو ترفع حجراً في أي جامعة عريقة ستجد تحته طلبة سعوديين، بل كاد زملاء الطلبة السعوديين في المراكز التعليمية العالمية يتقنون اللغة العربية العامية من كثرة سماعهم زملاءهم السعوديين، لم يدركوا أن المياه النقية العذبة والمليئة بالحياة كانت تجري تحت تلك القشرة المتجهمة.

وقع الإعلام المعادي للمملكة في الفخ الذي نصبه له القدر، بعض المأجورين العرب يظن أنهم بخطابهم الممتلئ بالبكائيات على بلاد الحرمين سيهب الصحوة الكاذبة بأحزمتها الناسفة ملبياً، لا يعون أن تلك الصحوة ماتت، أطلق عليها محمد بن سلمان رصاصة الرحمة بعد أن طال احتضارها.

مملكة فتية تولد وزمن مفعم بالأمل يلوح في الأفق القريب، أعلن محمد بن سلمان أن الوقت الذي سنصرفه في الرد على المهاترات باهظ وثمين. لم يبق أمام شباب هذا الوطن سوى إحدى عشرة سنة لتودع بلاده هذا الشرق الأوسط المضطرب، ستصبح مملكة سلمان جزءاً من العالم الذي يصنع المستقبل، إذا أرادونا بلاد الحرمين فنحن بلاد الحرمين وإذا أرادونا بلاد الصحراء فنحن بلاد الصحراء وإذا أرادونا بلاد النفط فنحن بلاد النفط ولكننا سنختصر عليهم هذه التخبطات ونقول لهم نحن المملكة العربية السعودية.

عبدالله بن بخيت

نقلاً عن (الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *