خليجنا العربي

من الطبيعي أن يفرح أبناء الخليج بمجلس التعاون الخليجي؛ لأنه وببساطة وسع من دائرة العمق الإستراتيجي لدوله وشعوبه. هذا العمق الذي بدونه تبدو دوله مكشوفة للأعداء المتربصين به وبخيراته. فهو صمام الأمان لكل الخليجيين ضد أي تدخل من القوى الإقليمية والدولية، الطامعة في ثرواته وفي موقعه الإستراتيجي والاقتصادي الذي يحتله. ومن أجل هذا الهدف المصيري، فقد حرص كل مواطن من مواطني مجلس التعاون على الدفاع عنه وعن مكتسباته، كما حرصت قياداته على القواعد التي وضعت عند تأسيسه. ولعل في اجتماع اليوم ما يؤكد على أن ديمومة المجلس واستمرار أعماله وتنفيذ الاتفاقيات التي تم اعتمادها منذ نشأته، هي مطالب قيادية وشعبية.

السماء الخليجية هذه الأيام ملبدة بالغيوم، وبيئة المحبة بين مواطني المجلس ليست مهيأة كما كانت عليه قبل سنوات. فما الذي حدث!؟ ربما يتفق معي الكثير من أبناء الخليج على أن دخول الطرف الأجنبي واختراقه للصف الخليجي ساهم في تفكيك اللحمة الخليجية. حيث كشف في أكثر من مناسبة، أحقاده وكرهه للخليج أرضا وشعبا. فظهرت علينا وسائل إعلام تديرها كوادر غير خليجية همها الأول والأخير النفخ في نار الفتنة بين دول المجلس. كلها عناصر طردت من أوطانها وأصبحت مشردة، حتى وجدت البيئة المناسبة لسكب الزيت على النار، لتعميق الخلاف بين من جلبهم وبين أخوانه في الدول الأخرى؛ كي يضمنوا العيش المستدام. فمنذ أن وطأت أقدامهم منطقة الخليج، لم يقدموا برنامجا واحدا إذاعيا أو تلفزيونيا أو كتبوا مقالا، يؤلف بين قلوب الخليجيين. بل على العكس فقد سعوا جميعهم للبحث عن كل صغيرة وكبيرة تساهم في زيادة الكراهية بين أهل الخليج الطيبين. إلى أن جاءت الطامة الكبرى حينما تم جلب قوات أجنبية ذات تاريخ عدواني، تحمل الضغينة للمملكة بشكل خاص وللأمة العربية بشكل عام.

لو بقي الخليج بعيدا عن الأحلام الزائفة، ولو لم تعط الفرصة لإعلام حاقد حاسد لنا ولشعوبنا ودولنا، ولو لم تستدع قوات عدائية، لكنا ولكان خليجنا بألف خير.. ولكم تحياتي

محمد البكر

نقلاً عن (اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *