«الشرق الأوسط الحديث» .. أمام قمة العشرين

يخطئ كثيرا من يعتقد أن السعودية تمثل نفسها فقط في قمة العشرين، فهي تمثل العالم العربي أو بمعنى أوضح “الشرق الأوسط الحديث”، الذي يعمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تذليل العقبات أمام تقديمه للعالم كقوة متجانسة ومؤهلة سياسيا واقتصاديا، للقيام بدور أكبر في رخاء العالم واستقراره، وإبعاده عن الأزمات بمختلف أنواعها.. وأهمها الحروب والإرهاب والفقر وسيطرة الدول القوية على الضعيفة عن طريق الاستيلاء على ثرواتها بأرخص الأثمان.. ولهذا الدور الذي تقوم به السعودية شُنت ولا تزال تشن عليها حروب إعلامية مكشوفة الأهداف والتوجهات، لكنها تتحطم أمام الموقف السعودي القوي رسميا وشعبيا، الذي عرفت به هذه البلاد منذ تأسيسها، فهي لا ترضخ للابتزاز بجميع أنواعه، إنما تراهن على الشعوب التي تدرك صدق المواقف ولا تسلم بما تبثه بعض وسائل الإعلام التي تخصصت في زرع الشر والفتنة والاختلاف في منطقة، لو قدر لها الاستقرار بشكل أكبر لاستعملت ثرواتها لرخاء شعوبها وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة، كما فعلت السعودية التي لم تكتف بتوفير الرخاء لشعبها فقط، إنما امتدت أياديها البيضاء لمساعدة الشعوب المحتاجة وبالذات العربية والإسلامية.. وسجلات المنظمات الإنسانية العالمية شاهدة على ذلك.. وحينما يزور الأمير محمد بن سلمان عدة دول قبل قمة العشرين وبعدها فإنه يضع الأساس الصحيح للشرق الأوسط الحديث الذي سيصبح أوروبا الجديدة، كما قال في تصريح سابق.. ولن يتم ذلك إلا بعمل متواصل من الجميع، ولذا يتم التنسيق مع الدول الفاعلة في المنطقة لتحقيق هذا الهدف في الوقت المحدد، وفي عام 2020 ستعقد قمة العشرين في الرياض وستكون ضربة قوية لكل من يعتقد أن السعودية تقول ما لا تستطيع تحقيقه، فها هي تتقدم في ترتيب دول العشرين وتحقق يوميا إنجازات على المستويات كافة، وتكسب احترام دول العالم الكبرى التي تعلن أهمية السعودية لاستقرار أسواق النفط ولمكافحة الإرهاب، ولدعم الاقتصاد والسلام في العالم أجمع. وأخيرا، وفي السياق نفسه المشروعات الكبرى التي تنفذ في بلادنا، وآخرها مشروع وعد الشمال لإنتاج الفوسفات وبعض المعادن الأخرى، لن تكون لمصلحة هذه البلاد وشعبها فقط، إنما تمتد إلى الدول الأخرى، فإندونيسيا وهي أكبر دولة إسلامية ستزرع مساحات أكبر باستيراد سماد الفوسفات من السعودية بأسعار معقولة.. والأيدي العاملة من الدول العربية والإسلامية وحتى الصديقة ستجد فرصا للعمل في هذه المشروعات إلى جانب المواطنين السعوديين، الذين يتعلمون من خبرات الآخرين، ولا أحد ينكر ذلك، فهذا البناء الشامخ في مدن بلادنا شاركنا في إنشائه آلاف من الأيدي الوافدة التي بمجرد انتهاء عملها نودعها بكل احترام ونشكر جهودها، وندفع حقوقها بكل عدل وأمانة.. وهكذا فالتعامل السعودي مع دول العالم حكومات وأفرادا يقوم على الأخذ والعطاء والتعامل المتوازن، والوفاء بالعقود والتعهدات، وحماية مصالحها بالوسائل القانونية المتعارف عليها.

علي الشدي

نقلاً عن (الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *