«قصبوهم» لا بارك الله فيهم

مقاطع مؤلمة ومحزنة تجعلك لا تعرف رأسك من قدميك، حتى تكاد تجزم بأنها مشاهد تمت فبركتها للإساءة لمجتمعنا، قبل أن تتفاجأ بأنها حقيقية ولا لبس فيها. تلك المقاطع أظهرت فتاة (قاصر) يتضح أنها تعاني من مشاكل نفسية وعائلية صعبة، وقد استغلها ثلاثة من «الكلاب المسعورة»، ظهروا وهم يقدمون لها كل ما هو محرم ومذهب للعقل دون خوف من الله، مع تصويرها في تصرف ينم عن الإصرار على فضحها وربما ابتزازها مستقبلا. هذه الفتاة ومهما كانت الظروف التي مرت بها وأثرت عليها، إلا أنها شريكة شراكة تامة في هذه «المفسدة» الخطيرة.

هؤلاء مجرمون خطيرون على المجتمع. ومع أنني لست ممن يصدرون الأحكام على الآخرين حتى لو كان جرمهم واضحا للعيان كما ورد في تلك المقاطع، إلا أنني أتمنى أن يعزر بهم وأن تقطع رؤوسهم ليس بسبب هذه الجريمة وإن كانت تستحق، إنما لحماية المجتمع من إجرامهم وفسادهم.

أسئلة مهمة يجب طرحها… ما الذي أوصل هذه الفتاة لهذه الحال من اليأس واللامبالاة، وما الذي عرفها على هذه المجموعة الفاسدة، وأين أهلها وأقاربها، ولماذا تركوها تغرق في هذه المصيبة الخطيرة !؟. أعرف أن (اللي فيهم كافيهم) كما يقال، لكن في القلب حرقة وفي الدم غيرة.

لعلكم تأخذون «آباء وأمهات» من هذه القصة، عبرة تتعلمون منها، فما أوصلها لهذه الحال قد يوصل غيرها. وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فكونوا أصدقاء وصديقات لبناتكم، لا تتجاهلوا همومهن ومشاكلهن. لا تكابروا ولا تعاندوا، وتعاملوا معهن بهدوء وإحسان. لا تتركوهن ضحية لكلاب الشوارع، ممن يتظاهرون بالطيبة والتعاطف قبل أن يظهروا على حقيقتهم كوحوش بشرية تنهش لحومكم وتدمر حياتكم ومستقبل أسركم. نسأل الله لنا ولكم الستر في الدنيا والآخرة.

ولكم تحياتي..

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *