جولة الملك .. الاقتصاد والتنمية والشباب

الكل يعلم أن زيارات ملوك هذه البلاد للمناطق منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ثم الملوك من بعده هدفها الأول اللقاء المباشر مع المواطنين وتفقد أحوالهم وتأكيد العلاقة القوية والمباشرة بين القيادة والشعب، ودخل الاقتصاد لاعبا مهما في هذه الزيارات منذ أن تدفق النفط وزادت الوفرة المالية التي استعملتها القيادة استعمالا حكيما يقوم على توفير البنية التحتية السليمة وتأمين الخدمات قبل التفكير في الاستثمار الخارجي كما فعلت بعض الدول المجاورة التي تعاني الآن ضعف البنية التحتية رغم صغر مساحتها بينما تتوافر في بلادنا المترامية الأطراف الطرق والمطارات والقطارات والموانئ والجامعات والمستشفيات وغيرها من المرافق المهمة.. وفي جولة الملك سلمان الحالية برز الجانب الاقتصادي بشكل لافت للنظر فالمشاريع التي تم تدشينها أو افتتاحها تقدر بآلاف الملايين من الريالات.. بعضها للخدمات وبعضها للإنتاج وفي مجالات جديدة مثل الفوسفات وبعض المعادن الأخرى ما يعني ترجمة عملية لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على البترول كمورد وحيد وفتح مجالات جديدة لتوظيف الشباب في مختلف التخصصات. ويأتي الشباب كقاسم مشترك في احتفالات المناطق بزيارة الملك وولي العهد حيث هم المحرك الأساسي ومصدر الإبداع في الإعداد والتقديم.. ولذا كان لهم النصيب الأوفر من التكريم في كل محطة من محطات الجولة الملكية.. ولقد لوحظ التنافس الإيجابي بين المناطق لتقديم إبداع مختلف في مجالات الشعر والفن والإخراج.. وفي ذلك إطلاق لمواهب ما كان يمكن لها أن تبرز لولا إقامة فعاليات على هذا المستوى في محيطها ومنطقتها.. وأعجب الجميع بأطفال كان إلقاؤهم للكلمات والقصائد يضاهي الكبار.. بل يتفوق عليهم ما جعل الملك وولي العهد يقبلون رؤوسهم في تواضع أبوي غير مستغرب. وأخيرا: ما أكثر الجوانب المشرقة في جولة الملك من القصيم وحائل إلى المناطق الشمالية فأمراء المناطق شعلة من النشاط يشجعون على الإبداع ويسهرون مع العاملين في شتى القطاعات حتى ظهر العمل بهذا الإتقان الذي لن يكون فقط لغرض الاحتفال بالزيارة ثم ينتهي وإنما سيظل مرجعا لإمكانات شباب المنطقة ورجالها ونسائها في العمل التطوعي والالتزام بالمواعيد والإبداع في مجالات عديدة.. وهناك جانب اجتماعي لابد من الإشادة به وهو إطلاق سراح سجناء الديون بعد تسديد ديونهم ما رسم البسمة على شفاه أسرهم وجعلهم يشاركون في الفرحة وهم بجانب آبائهم الذين أجبرتهم ظروف الحياة على استدانة مبالغ ليست بالكبيرة ولكنها انتهت بهم إلى السجن حتى جاءت هذه اللفتة الكريمة. والخلاصة: إن كل لقاء بين القيادة والشعب في هذه البلاد المباركة فيه كثير من جوانب الخير التي يصعب حصرها في مقال مختصر، فاللهم أدم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان واللحمة القوية التي تفشل أمامها مخططات الأعداء على اختلاف مواقعهم.

علي الشدي

(الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *