مهرجان القاهرة السينمائي يكرم الفنان حسن حسني

القاهرة - متابعة عناوين

منح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جائزة الفنانة الراحلة فاتن حمامة التكريمية، للنجم الكبير حسن حسني، الذي صعد بنفسه ودون أي مساعدة إلى المسرح ليتسلم جائزته رغم صعوبة الأمر عليه نظراً لحالته الصحية، تغمره السعادة وهو يقول: “دون مزاح، الحمدلله الذي جعلني أحضر تكريمي معكم وأنا على قيد الحياة”.

وألقى حسن حسني، كلماته بسعادة وهو يقف على المسرح قائلاً أنه لم يسعد بجائزة يوماً كما أسعدته هذه الجائزة، خاصةً وأنها تزامنت مع الدورة رقم 40 للمهرجان، وهو ما أعطى هذه الدورة تميزاً كبيراً كونه المهرجان السينمائي العربي الأطول عمراً حالياً والذي كرم على مدار عشرات السنوات أهم النجوم ممن كان حسن حسني شخصياً لا يتوقع يوماً أن يقف مكانهم ويُكرم مثلهم تكريماً خاصاً به.

وعُقدت يوم الأربعاء (21 نوفمبر 2018م)، ندوة تكريمية لحسن حسني، أدارها الناقد القدير طارق الشناوي، الذي كتب برعاية المهرجان كتاباً خاصاً عن حياة الفنان حسن حسني الفنية، قال عنها في افتتاحه للندوة أنها من أجمل وأصعب تجاربه، فلقد اعتبر أن البحث في شخصية حسن حسني، الذي لم يكن يعرفه شخصياً كما لا يعرفه الإعلام شاقاً، كونه شخصية تفردت بأدوار لطالما كانت الأصعب ضمن الأعمال التي شارك بها، رغم أنه لم يكن البطل الأول في تلك الأعمال، إلا أن وجوده بها كان سبباً لنجاحها كما أن مشاهده بها وتنوع أدواره كان عظيماً ويُدرس.

ووصف الشناوي، حسن حسني بالفنان المربع، والسبب في ذلك نجاح تجربته الفنية في السينما الدراما التلفزيونية والدراما الإذاعية والمسرح، وقال بأن هذا أمر نادر، حيث أن فنانين كُثُر نجحوا في أماكن دون الأخرى، باستثناء حسن حسني الذي لطالما كان يقدم أدواراً لا تُنسى اكتشف من خلال تأليفه للكتاب أن كثيراً منها ومن شدة تعلق حسني بها لم يكن يشترط أي أجور مقابل أداءها، بل كان عاشقاً ويمثل بعشق.

ووقف المنتج الكبير محمد العدل، على المايكروفون، وقال إنه خلال تاريخه كمنتج ولأول مرة يرى إجماعاً بهذا الشكل على اسم فنان مرشح لجائزة، فلم يعترض على ترشيحه أي صوت، حيث كان الإجماع ليس من قبل اللجنة التحكيمية والمنظمة فقط، بل من قبل الجميع، وهو ما أكده الحضور لليلة الافتتاح والذين وقفوا مصفقين بتأثر شديد، ومن ثم الصحافة التي رحبت بالجائزة كما لم يحدث من قبل.

في السياق، عبّر رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان والمنتج محمد حفظي، عن امتنانه الشديد لحسن حسني لقبوله الجائزة، واعتبر أن قبوله لهذه الجائزة وتسلمه لها بنفسه تكريماً للمهرجان ولهذه الدورة، لافتاً إلى أن التأثر بهذه اللحظة من قبل المتواجدين كان من أهم اللحظات التي تمنى لو أنه شهدها لو لم يمنعه عن ذلك تواجده في الكواليس تحضيراً للتكريم، وقال “أثارني التصفيق الذي سمعته وأثر بي كثيراً”.

وعبّر صحفيين كثر، لحسن حسني، عن محبتهم خلال الندوة التي عُقدت من أجله، حيث حكى عدداً منهم عن مواقف شخصية عاشوها بسبب حسن حسني من خلال أدواره في أعماله، وهو ما أكده الناقد القدير طارق الشناوي، حيث قال بأن الفنان جميل راتب كان أحد الذين حكوا له مرة عن موقف مر به في الحياة الحقيقية جسد حسن حسني مصادفةً موقف مماثل له، استطاع أن يجعله يسترجع هذا الموقف ويتأثر كثيراً به من شدة صدق أداءه للمشهد.

من جانبه، عبّر حسن حسني، عن امتنانه للجميع، وحكى عن علاقته بالفن التي اعتبرها حكاية حب وشغف لم تضعف يوماً، مؤكداً أن أستاذه الأول كان الشعب المصري، رافضاً أن يُصنف كوميديان لأنه بدأ مشواره بدور حاد مع المخرج الراحل عاطف الطيب ومنذ ذلك اليوم وهو يترك الأدوار لتقوده بأي شكل حتى وإن خرجت الشخصية شريرة، كما اعتذر للإعلام الذي دائماً ما كان يرفض الظهور معه، حيث اعتمد طوال مسيرته قاعدة “أنا عليَ التمثيل وهم عليهم الكتابة”، وقال أنه لم يبحث يوماً عن أرشيف غير الفن، فمن يريد التعرف عليه يجب أن يشاهده ويكتب عنه وينتقده، بدلاً من أي يسمعه في البرامج أو يقرأ حواراته بالصحف.

وتقديراً للمهرجانات الفنية كتجربة سينمائية بحد ذاتها، قال النجم حسن حسني، إن المهرجانات ساهمت في عملية التثقيف، حيث سهلت تواصل النجوم من كافة البلدان والثقافات ببعضهم، وجعلته يلتقي بفنانين لم يكن يعرفهم، ليشاهد إبداعاتهم، ويتحدث معهم ويتعرف عليهم، عبر أفلام لا يجدها في بلده.

وفي ختام الندوة قال حسن حسني إنه لم يبحث يوماً عن البطولات ولم يسأل يوماً عن حجم أي دور قدمه، مؤكداً أنه رفض أدوار طويلة ومحورية بسبب مشهد لم يكن ليوصله للناس، وقبل بأدوار كانت عبارة عن مشهد واحد فقط استطاعت أن تؤثر في الناس لدرجة أن تلك المشاهد لو مُحيت من الأفلام لأسقطت قيمتها.. وقال: “إلى الآن، لا زلت أحلم بأدوار لم أجسدها وأتمنى تقديمها في المسرح العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *