خطيب المسجد بمواصفات رؤية 2030

نحن بحاجة لخطيب يدعو التجار زوار المسجد إلى الثقة بالشاب السعودي وتوظيفه، و خطيب يدعو الناس إلى عدم مخالفة القانون، كذلك من باب الإنصاف على الوزارة مساندة الخطباء وحل مشاكلهم، وتوفير بيئة سليمة حتى يبدعون.

المشهد السعودي من الداخل والخارج أصبح ديناميكيا أكثر، ومع هذا الحراك الاقتصادي والاجتماعي وجب علينا التوقف كثيرا عند خطيب المسجد.

هل هذا الخطيب مؤهل فعلا ليكون خطيبا؟.. أعني رجاحة العقل والحكمة والعلم.

تقليدية خطب المساجد في الحقيقة لا تستجيب لمتطلبات العصر، أرأيتم يوما خطيبا يتحدث عن العمل الشريف مثل السباكة، والذي قد يعتبره البعض إساءة؟ أرأيتم يوما خطيبا يساند حقوق المرأة؟ لا بأس في التنوع الفكري بين الخطباء، لكن لا وألف لا للجمود الفكري على رأي فقهي واحد لا يحترم الآراء الأخرى، إن من الأهمية أن يعي الخطباء أن منابرهم ربما بقصد أو بدون قصد قد تكون منابر تنوير أو تضليل، لهذا فعلى الوزير التنويري الدكتور عبداللطيف آل الشيخ تطوير عجلة الخطابة، والدفع بالإمامة لأن تكون بمستوى الحراك الذي نشهده في المملكة على كافة الأصعدة.

منبر المسجد في الحقيقة مؤثر جدا، خصوصا إن استخدم بطريقة منهجية سليمة، بحيث تكون الخطب توعوية لا تخلو من الحداثة، فأسلوب الوعظ التقليدي لا بأس به، ولكن حاليا تنويع الخطب وإدخال مواضيع تمس المجتمع وإخراجها من إطار التقليدية أمر ضروري.

بعض الخطباء للأسف يطبع خطبته من الإنترنت ويعيد ويكرر أمورا قد يمل منها زوار المسجد، نعم يملون!.

خطيب المسجد يقدم خطبته في نهاية الأمر أمام جمهور يثق به، وبالتالي لا بد أن يراعي الخطيب جمهوره، فبعض المساجد بسبب الطبيعة الديموغرافية للحي فإن معظم زواره شباب، وبالتالي فخطبة المسجد لا بد أن تنعكس تباعا لذلك، وفي حي آخر معظم زوار المسجد من المتقاعدين وكبار السن، لهذا فخطبة المسجد لا بد أن تراعي جمهورها الحاضر للمسجد.

إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقوم بجهود لا بأس بها، لكن في موضوع خطباء المساجد هي بحاجة للتجديد ووضع إستراتيجية جديدة للتعاطي مع متطلبات رؤية 2030، فمعهد إعداد الخطباء والأئمة بالوزارة عليه تجديد مناهجه وأساليبه، وكذلك أساليب الوزارة في استقطاب الخطباء والأئمة، بحيث يتم عمل اختبارات توضح مرونتهم الفكرية تجاه الاختلافات الفقهية، فلا فائدة من استقطاب إمام مسجد وخطيب ذي خطاب غير معتدل، ولا يناسب المناخ الاجتماعي في المملكة.

نحن مثلا بحاجة لخطيب يدعو الرجال إلى الإحسان لأخواتهم السيدات قائدات السيارة من باب الخلق الحسن، نحن بحاجة لخطيب يدعو التجار زوار المسجد إلى الثقة بالشاب السعودي وتوظيفه، نحن بحاجة إلى خطيب يدعو الناس إلى عدم مخالفة القانون، كذلك من باب الإنصاف على الوزارة مساندة الخطباء وحل مشاكلهم، وتوفير بيئة سليمة حتى يبدعون.

أثق بقدرة هذا الوزير التنويري في دفع هذه الوزارة لأن تكون فعالة في المجتمع، خصوصا موضوع الخطابة.

أصيل الجعيد

(الوطن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *