في 32 شهراً..

صادرات خام إيران إلى آسيا تهبط لأدنى مستوى

طوكيو - متابعة عناوين

كشفت بيانات حكومية وبيانات تتبع الناقلات، الأربعاء (31 أكتوبر 2018م)، أن صادرات الخام الإيراني إلى كبار المشترين في آسيا سجلت أدنى مستوى في 32 شهرا خلال أيلول (سبتمبر)، بعدما خفضت الصين وكوريا الجنوبية واليابان مشترياتها بشدة قبيل عقوبات أمريكية مرتقبة على طهران.

وأظهرت البيانات أن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية استوردت في الشهر الماضي 1.13 مليون برميل يوميا من إيران بانخفاض 40.9 في المائة على أساس سنوي، بحسب (رويترز).

وهذا هو أدنى مستوى منذ كانون الثاني (يناير) 2016 حينما رفعت العقوبات السابقة التي كانت مفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.

وتعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية اعتبارا من الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) في إطار سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لإجبار طهران على قبول اتفاق أكثر تقييدا بشأن برنامجيها النووي والصاروخي.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” في حزيران (يونيو) على زيادة الإمدادات لتعويض الاضطراب المتوقع في الصادرات الإيرانية.

وتضغط واشنطن على حلفائها لخفض واردات النفط الإيرانية إلى الصفر، وقال ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي في الأسبوع الماضي “إنه سيكون من الأصعب للدول الحصول على استثناءات من العقوبات أكثر من التي حصلت عليها أثناء فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما”.

وانضمت اليابان إلى كوريا الجنوبية في وقف مؤقت لتحميل النفط الإيراني، لكن مصادر مطلعة أفادت أن ثلاثة من أكبر خمسة مشترين للنفط الإيراني، هي الهند والصين وتركيا، يقاومون دعوة لإنهاء المشتريات على الفور.

وقال مصدر في قطاع النفط “إن واردات الهند من النفط الإيراني في أيلول (سبتمبر) زادت 27 في المائة على أساس سنوي إلى 527 ألفا و600 برميل يوميا، بينما يخطط المشترون هناك لاستلام تسعة ملايين برميل من النفط الإيراني في تشرين الثاني (نوفمبر) ما يؤكد التزاما بمواصلة المشتريات”.

وانخفضت واردات النفط الإيرانية لكوريا الجنوبية إلى الصفر في أيلول (سبتمبر) لأول مرة منذ أيلول (سبتمبر) 2012.

وانخفضت واردات النفط الإيرانية إلى الصين 41.6 في المائة في أيلول (سبتمبر) على أساس سنوي إلى 458 ألف برميل يوميا، وفقا لبيانات “رفينيتف آيكون” لتدفقات النفط. وأوقفت الصين في العام الحالي إعلان بياناتها لواردات الخام، وهذا هو أدنى مستوى من واردات النفط الإيرانية إلى الصين منذ كانون الثاني (يناير) عام 2017.

ولم تقدم أكبر شركتين حكوميتين لتكرير النفط أي طلبيات من النفط الإيراني لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) بسبب مخاوف بشأن العقوبات.

وكشفت بيانات وزارة التجارة أن اليابان خفضت وارداتها من النفط الإيراني بنسبة 31 في المائة في الشهر الماضي، إلى 148 ألفا و775 برميلا في اليوم.

وأظهرت بيانات “رفينيتف” أن آخر تحميل للنفط الخام من إيران إلى اليابان كان في منتصف أيلول (سبتمبر).

ويبدو أن أرقام الشحنات الإيرانية، وهي مهمة لأسواق النفط، أصبحت بالفعل تشكل لغزا، وتقول مصادر في قطاع النفط “إن معرفة حجم صادرات إيران من الخام تزداد صعوبة مع قيام السفن بإغلاق أنظمة التتبع، ما يفاقم الضبابية التي تكتنف مدى ابتعاد المشترين عن النفط الإيراني خوفا من العقوبات الأمريكية، ومن شأن تخزين مزيد من النفط أن يجعل مسألة تحديد أرقام الصادرات أكثر صعوبة”.

وقالت كبلر، وهي شركة لمعلومات الطاقة، “هناك أرقام عديدة تتعلق بصادرات إيران في النصف الأول من تشرين الأول (أكتوبر) ظهرت في السوق في الأيام القليلة الماضية، تراوح ما بين مليون برميل يوميا إلى 2.2 مليون برميل يوميا، وهو فارق ضخم”.

وأظهرت بيانات “ريفينيتيف” على منصة آيكون أن إيران صدرت 1.55 مليون برميل يوميا في الأسابيع الثلاثة الأولى من تشرين الأول (أكتوبر)، ارتفاعا من 1.33 مليون برميل يوميا في أول أسبوعين من الشهر.

وقدرت “كبلر” صادرات إيران بنحو 1.85 مليون برميل يوميا في أول 24 يوما من تشرين الأول (أكتوبر).

وقدر مصدر في قطاع النفط يتتبع أيضا الصادرات حجم صادرات النفط الإيرانية في النصف الأول من تشرين الأول (أكتوبر) عند 1.8 مليون برميل يوميا، بما في ذلك شحنات سفن لم تظهر في التتبع بالأقمار الصناعية.

واتفق مصدر آخر مبدئيا مع التقدير الأخير قبل أن يخفضه في وقت لاحق إلى 1.65 مليون برميل حتى 22 تشرين الأول (أكتوبر).

وتقول مصادر في قطاع النفط “إن هناك عاملا آخر ربما يجعل المسألة أكثر صعوبة، فالناقلات المحملة بالنفط الإيراني تغلق في بعض الأحيان نظام “إيه.آي.إس”، وهو نظام تتبع آلي تستخدمه السفن، قبل أن تعيد تشغيله في مرحلة لاحقة من رحلتها”.

وربما يوجد ذلك مشكلة لخدمات تتبع السفن التي تحاول أن تحدد بدقة تاريخ، أو حتى ساعة، تحميل الناقلة بشحنتها من الخام.

وتعتقد مصادر في تجارة النفط والشحن البحري أن طهران كانت تخفي وجهات مبيعاتها النفطية في 2012 من خلال إغلاق أنظمة تتبع السفن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *