لن يضيع حق الخاشقجي

يبقى الموت أسوأ خبر يمكن تداوله بين الناس، وأكثر الأخبار إيلاما وحسرة عند ذوي المتوفى وأصدقائه. فالموت نهاية لكل الأشياء الجميلة. فسواء كان طبيعيا أو غدرا أو خطأ أو مرضا، فليس هناك أمر جلل أكبر من هذا الأمر. ولهذا علينا احترام مشاعر أسرة السيد جمال خاشقجي يرحمه الله، وألا تستخدم قضيته كأداة للمزايدات، أو لتصفية الحسابات فالموت له حرمته، ومن المنطق الترحم عليه ومواساة أسرته، واحترام أحزانهم، والدعاء له بالمغفرة، وترك القضية تأخذ مجراها لمحاكمة من يثبت تورطهم في هذه القضية. فالمملكة قائمة على العدل. وقضية قتل السيد جمال لن تمر دون عقاب، فشرع الله حاضر لا يغيب. فهناك أمراء من الأسرة الحاكمة، تمت محاكمتهم على جرائم ارتكبوها، وحكم عليهم بالقصاص ونفذ الحكم دون مراعاة لوضعهم الأسري. وأجزم بأن كل من شارك في هذه الجريمة، لن ينجو من العقاب والقصاص متى ما أصدرت المحكمة حكمها بالإدانة.

لعل القرارات الصارمة التي أصدرها الملك سلمان -حفظه الله- لدليل على إصرار المملكة على كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عنها. فعجلة العدل في هذه القضية بدأت تدور ولن تتوقف قبل تحقيق الأهداف كلها. والنائب العام سيتولى مسؤولية التحقيق مع من تم التحفظ عليهم للكشف عن ملابسات ما جرى. وما قرار إعفاء عدد من مسؤولي رئاسة الاستخبارات، إلا بداية طيبة لمحاكمة عادلة لكل من تجاوز دوره ومسؤولياته. فنهج الدولة السعودية هو ترسيخ أسس العدل وفق الشريعة الإسلامية السمحاء.

القرارات الملكية تضمنت إجراءات تصحيحية تمنع تكرار مثل هذا الحادث المؤسف، إضافة لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات وتحديث نظامها وكذلك «تحديد صلاحياتها» وهو الأهم.

الرحمة على السيد جمال خاشقجي والعزاء لأسرته، والأمل بتحييد قضية وفاته عن أي مزايدات احتراما لهم.. ولكم تحياتي.

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *