جمال في أمريكا ومنال في أستراليا

جمال خاشقجي ترك بلاده وقرر أن يعيش في أمريكا. ومنال الشريف تركت بلادها لتعيش في أستراليا. جمال ومنال قدمت لهما المملكة كل شيء على طبق من ذهب. قدمت لهما التعليم والوظيفة والمناصب وكل المنصات الإعلامية بالطبع الرواتب السخية. وبقية القصة معروفة حيال كيف وصل جمال إلى أمريكا؟! وكيف وصلت منال إلى أستراليا؟!. غادرا بسهولة ويسر لأنه لم يكن أحد يطاردهما ولم يخرجا من المملكة بواسطة مهربين. بل إنهما وصلا إلى وجهتيهما على متن خطوط جوية، مسافرين على مقاعد وثيرة لا يستطيع متوسط الدخل دفع قيمتها. وبصورة تفاجئ الكثير لأنه وبسرعة البرق تم فتح أبواب أقوى الوسائل الإعلامية الغربية لهما. وبالتحديد تم فتح أبوب «الواشنطن بوست» لجمال خاشقجي وأبواب «النيويورك تايمز» لمنال الشريف.

طبعا وجود جمال ومنال في الخارج لا يهم المجتمع السعودي من قريب ولا من بعيد. فجمال ومنال هما من قررا ترك أرض المملكة. ولكن ما لفت نظر الكثير هو أنهما تركا المملكة، ولكن كل كتاباتهما هي عن الشأن الداخلي في المملكة بالرغم من أنهما تركاه. ولاحظ الكثير أن كتابات جمال ومنال يوجد بها تشابه كبير في أسلوب صف الكلمات وتشابهها. ومكتوبة بنمط يفوق تماما قدرات جمال أو منال. وأكثر من ذلك هو أن الكثير من القراء المتمرسين يعرفون سلفا ماذا سيقول جمال وماذا ستكتب منال بمجرد رؤية عناوين المقالات أو الندوات. بل إن البعض يعتقد أن هذه المقالات مكتوبة سلفا ومدفوعة الثمن بسبب المحتوى الذي فيه انتقاد للمملكة.

وبعد كتابة عدة مقالات سلبية عن المملكة وقراءة ما بين السطور يتضح أن ما يكتبه جمال أو تتحدث عنه منال يوضح بشكل قاطع أن هناك شعورا بشأن خفي. ومحللو الكتابات يقولون إن أسلوب كتابة جمال ومنال يوحي وبشكل واضح أنهما يعانيان من الوحدة وكأنهما في سجن كبير رغم أنهما يعيشان في مجتمع غربي، بل ويحسان أنهما شموع في مهب الريح (vulnerable).. ولهذا غرد جمال خاشقجي بكلمات توحي بحنين للوطن واشتياق للأهل. وأما منال الشريف فقد كانت تعيش بحرية في مملكتنا ولكنها الآن تعيش في سجن دون أن تشعر بذلك.

عبداللطيف الملحم

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *