منتخبنا والمزاجية!

أعتقد أن ماقدمه منتخبنا أمام العراق فنياً كان بمثابة جرس الإنذار لمسؤولي الأخضر قبل نهائيات كأس آسيا التي تبقى عليها أقل من ثلاثة أشهر، فالمستوى المتواضع محبط للغاية، وينذر بأن مشاركتنا القارية المقبلة لن تكون أحسن حالاً من النسخ الأخيرة التي كنا نودع المنافسة فيها باكراً إن لم نعد للمسار الصحيح، فالمشاكل الفنية كثيرة، والحلول غائبة، والأرجنتيني بيتزي لم يضع يده على الجرح بعد رغم الفترة غير القصيرة التي قضاها مدرباً للأخضر، بهكذا مستوى لن نذهب بعيداً في آسيا، وعودتنا للقمة أشبه بالمستحيل، ومكتسباتنا في الآونة الأخيرة سنفقدها.

كنت أتحدث مع بعض الزملاء بعد مباراة البرازيل، وذكرت لهم بأن منتخبنا سيحبطنا أمام العراق، ولن يسعدنا كما فعل أمام منتخب السامبا بمستوى فني مميز، أو حتى روح قتالية داخل الملعب، هكذا عودونا اللاعبون، أمام المنتخبات الكبيرة والعالمية يقاتلون ويقدمون كل مالديهم ويرفعون سقف الطموحات، لكن تتغير الأحوال عندما يواجهون منتخبا في مستواهم، ويشعرونك بأن ذلك المنتخب الذي صفقت له وأشدت به وامتدحته مختلف تماماً، فالمزاجية للأسف تتحكم في بعض اللاعبين، وتجعلك تشك بأنهم يلعبون في «الحواري» وليس مع منتخب يفترض أن ينافس على لقب القارة الصفراء.

الأخضر يعاني من مشاكل فنية عدة، لابد أن يتنبه لها بيتزي ويعمل على تصحيحها، فالدفاع بحاجة إلى عمل أكبر لأن أخطاءه الفادحة كلفتنا الكثير، مثلاً أمام البرازيل أخطأ سعيد المولد وكلفنا ذلك طرد الحارس محمد العويس، وفي مباراة العراق استقبلنا هدفا بسبب خطأ الحارس مصطفى ملائكة وعلي البليهي، أما الهجوم حدث ولا حرج، لا أتخيّل أن منتخبنا الذي كان يهدد المنتخبات بالجابر وماجد عبدالله وياسر القحطاني ومالك معاذ لا يوجد لديه اليوم مهاجم بارع، ويلعب اليوم بدون مهاجم صريح، فالسيد بيتزي رغم وجود أسماء عدة إلا أنه مُصر على عدم إتاحة الفرصة لها، هناك ناصر الشمراني وعبدالله الحمدان وهارون كامارا وصالح الشهري، أي لاعب منهم لن يكون أسوأ من هتان باهبري في خانة رأس الحربة.

90 يوما تقريباً كفيلة بصناعة منتخب أفضل من ذلك الذي شاهدناه، خصوصاً أن لدينا دوريا قويا، وأسماء بارزة، فالأداء في ودية العراق لا يليق أبداً بحجم عمل المسؤولين عن رياضتنا عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص، بيتزي يجب أن يمنح بعض الأسماء الشابة فرصة أكبر، ويثق بهم وبإمكانياتهم، فاللاعبون الشبان قادرون على إسعادنا، بعكس بعض الأسماء التي تشبعت، وأصبحت تلعب على الواقف وحسب مزاجها.

تركي الغامدي

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *