التانجو والسامبا في الجوهرة

منذ زمن طويل لم تكن الملاعب السعودية محط أنظار العالم كما هي اليوم وكما ستكون الثلاثاء وهي تترقب مشاهدة كلاسيكو الأرض بين المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني على ملعب الجوهرة في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة في أجمل ختام لبطولة سوبر كلاسيكو التي احتضنتها السعودية عبر 4 منتخبات و 4 مواجهات وفي 3 ملاعب مختلفة هي ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز وملعب الهلال في جامعة الملك سعود وملعب الجوهرة بجدة!.

عادت بي الذاكرة وأنا أشاهد هذه المنتخبات العريقة تحضر إلى الرياض وجدة بكامل نجومها ووسط تغطية إعلامية ضخمة شملت 29 قناة فضائية إلى زمن الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله، وتذكرت ذلك التأثير والثقل الذي كانت تمثله السعودية رياضيًا، وتذكرت كأس القارات التي كان للسعودية قصب السبق في ابتكارها وتأسيسها وتنظيم النسخة الأولى منها، وقبلها كأس العالم للشباب التي استضافها ملعب الملك فهد؛ الذي آمل بالمناسبة أن تتم إعادة تأهيله وإزالة مضماره وإعادته لمحبي كرة القدم لما له من ذكريات ومكانة لدى عشاق كرة القدم السعودية.

اليوم تعود السعودية لاحتضان فعاليات عالمية ولفت أنظار العالم بعد غياب طويل، هاهي البرازيل تقارع الأرجنتين في قلب جدة، وهاهي صالة مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة تستعد في 22 ديسمبر المقبل لاستقبال بطلي التنس العالمي الإسباني رفائيل نادال والصربي نوفاك جوكوفيتش ليتسابقا على الظفر بكأس الملك سلمان للتنس، والقادم أجمل بقيادة معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة.

لا شك أنها مجرد البداية، ومتفائل جدًا بقدرة السعودية على تنظيم فعاليات أقوى وأضخم خصوصًا على صعيد كرة القدم، وخاصة بعد أن تنفذ قرارات هيئة الرياضة بإنشاء 4 ملاعب كرة قدم بمواصفاتٍ عالمية للهلال والاتحاد والأهلي والنصر، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ملعبي الملك فهد والملز، وسيكون الحلم واقعًا قريبًا باستضافة بطولات قارية وعالمية بعد أن سبقنا من هم أقل وأصغر منا قدرًا وقدرة في ذلك، وبعد أن تأخرنا كثيرًا وقصرنا كثيرًا بحق اسم هذه البلاد العظيمة وإبراز مكانتها العالمية بما هي أهل له وبما تستحقه، والمملكة العربية السعودية تستحق الأفضل بلا شك.

قصف

** بطولة (سوبر كلاسيكو) رائعة في فكرتها وتوقيتها، وفي فائدتها الإعلامية والفنية للمنتخب السعودي؛ رغم أني تمنيت أن يكون هناك طريقة لمواجهة المنتخبين العالميين البرازيل والأرجنتيين بدلًا من مواجهة أحدهما، لكن ضيق الوقت حال دون ذلك!.

** لم يعد يمكن السكوت عن وضع الإصابات المتتالية والغريبة في فريق الهلال، الأكيد أنَّ هناك مشكلة ويجب البحث عنها وحلها فورًا؛ قبل أن يجد الهلال نفسه في الجولة الثامنة بالفريق الرديف!.

** رغم أنَّ الهلال تضرر من تقنية حكم الفيديو (الفار) في نهائي السوبر السعودي المصري أمام الزمالك؛ حين تجاهل حكام الفار ضربتي جزاء صريحتين للهلال واستيقظوا فجأة لإلغاء هدف التعادل القاتل؛ إلا أنِّي لم أجد إداريًا أو إعلاميًا أو مغردًا أو مشجعًا هلاليًا يطالب بإلغاء هذه التقنية، قلتها سابقًا: الأسود الحقيقية لا تخشى (الفار).

ناصر الجديع

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *