طموحاتنا أكبر من سوق خضار

أشعر بخجل شديد وأنا أخصص مساحة هذا المقال لموضوع كان يفترض أن يكون من المسلمات. وأقصد موضوع سوق الخضار المركزي في الدمام وتوأمه في عقربية الخبر. فمع تقديري لكل الجهود التي تقوم بها أمانة المنطقة، إلا أن وضع هذين السوقين مخجل وغير مقبول ولا يتناسب ومكانة هاتين المدينتين. فحالهما حال محزن يضعنا في حيرة من أمرنا. فهل تقلصت طموحاتنا وأحلامنا لدرجة أننا بتنا نحلم فقط بسوق خضار نظيف وجميل.

لقد كتبت قبل أشهر مقالا عن سوق السمك الواقع ضمن سوق الخضار المركزي الذي أتحدث عنه اليوم، ومع ما سمعت بعده من وعود، إلا أن الحال ظل على ما هو عليه. واليوم أكتب عن سوق تباع فيه الخضراوات والفواكه دون مراعاة لشروط النظافة أوالصحة العامة، ودون أي اعتبار للمناظر السيئة التي يلحظها مرتادو هذا السوق من قذارة ومن مبان متهالكة وفوضى عارمة في كل ركن من أركانه. فهل يعقل ترك هذا المرفق الحيوي الهام بهذا الحال الردئ في وقت نرى فيه أسواق الخضار والأسماك في الدول المجاورة في أجمل حللها!!. أقول هذا الكلام غيرة لا شماتة أو تشويها. ولو كنت أشك بأن الأمانة لا تملك إمكانية تطوير هذه الأسواق لعذرتها، لكن أن تبقى بهذا الوضع المزري! والأمانة تملك سلاح الاستثمار، فهذا أمر لا يقبله عقل ولا يقر به منطق.

نحن أمام متلازمة جديدة اسمها متلازمة أسواق الخضار. متلازمة تحتاج لإعادة نظر في تصاميم تلك الأسواق وفق السلع التي تباع فيها، ووفق تراثنا الخاص بكل منطقة. والأهم من كل ذلك الاستفادة من المساحات الضخمة المخصصة لها. فمن يلقي نظرة على المساحات الكبيرة المخصصة لسوقي الدمام والخبر، ثم يقارنها بما تقدمه للناس من خدمات، حتما سيتحسر على «ماض قد مضى». وللأصدقاء في الأمانة أقول لهم اعذروني فلقد طفح الكيل..

ولكم تحياتي

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *