أصبت الحقيقة.. وأحسنت القول (4)

لا جدال في أن لقاء وكالة (بلومبيرغ) بسمو الأمير محمد بن سلمان، وما تميز به حديث سموه الشامل، من شفافية ووضوح وصراحة، كان هو حديث الساعة والمكاشفة، لدرجة أن كل وسائل الإعلام وضعته في قائمة اهتماماتها، واستضافت عدداً من المتابعين والمهتمين والمتخصصين لإلقاء الضوء على ما ورد فيه من حقائق وآراء.

**

وما كان ولي العهد ليدلي بهذا الحديث، ويختار له هذا التوقيت، لو لم يكن هناك ما يبرر ذلك، ولو لم تكن هناك تطورات ومستجدات تلح عليه للظهور إعلامياً بمثل ما كان عليه مع (بلومبيرغ)، حيث أجاب عن كل الأسئلة، وتقبَّل كل المداخلات، وقال ما فنَّد الادعاءات، وأوضح ما كان غامضاً، ولبى إجاباته كل ما كان مثار اهتمامات الداخل والخارج.

**

وعندما كان الحديث عن الأزمة مع ألمانيا وكندا وقطر ومن ثَمَّ حادثة الريتز كارلتون، والمخاوف كما جاء في السؤال من أن هناك شعوراً أكبر بعدم اليقين، وشعور كبير جداً أيضاً من هذا النوع قد لا يتحمّله المستثمرون ولا السعوديون، سَخِر الأمير من هذا السؤال وقال إنه سؤال غير جدي، وأوضح أن أمريكا تعاني من مشاكل اقتصادية مع معظم الدول، وبينها الصين وكندا والمكسيك، وهذا أمر طبيعي، وكل قائد يحاول أن يبحث عن وضع أفضل لبلاده، وما يحدث في المملكة هو جزء من المحاولة للحصول على أفضل وضع اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.

**

وحول العلاقات السعودية – الألمانية، أوضح سموه أن هناك تفاهماً وعملاً جديداً كالمعتاد، ولم يتضرر المستثمرون الألمان في المملكة خلال فترة الأزمة، كما أنهم مستمرون في أعمالهم من خلال مبيعاتهم، الفرص الجديدة هي التي توقفت فقط، وقد عادت الآن مرة أخرى، وليس هناك ما يظهر وجود أي مخاطر على أي من المستثمرين، أو أي من الصفقات، أو أي من الالتزامات في المملكة في هذا المجال.

**

أي أن الخلافات بين المملكة وأي من الدول تخضع للمراجعة من الجانبين، وتُحَل المشاكل بما يخدم هذه الدول وشعوبها، والخلاف مع ألمانيا تم حلُّه، وعاد السفير إلى برلين، ولاحقاً سوف يُحَل الخلاف مع كندا إذا اعترفت كندا بخطئها، واعتذرت إلى المملكة، وكانت هناك ضمانات بعدم تكراره، لأن إصدار الأوامر من دولة لأخرى مخالف للأعراف والقوانين الدولية، ويعد خطاً أحمر، ولا تقبل المملكة من أي دولة أخرى المساس به.

**

تحدث الأمير محمد عن المعتقلات، والتجسس، وقانون الوصاية، وطرح أرامكو، والخصخصة، والإصلاحات بالمملكة، والمعتقلون على علاقات استخباراتية مع دول أخرى، والبطالة، والمرأة، وموضوعات أخرى كثيرة مهمة ستكون بعضها حديثنا عنها في الحلقة القادمة.

– يتبع –

خالد بن حمد المالك

(الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *