(10) حلول لتأديب ابنك من غير عصبية

قال: لدي مشكلة وأريدك أن تساعدني في حلها، وهي أني كلما أخطأ ابني أغضب عليه، وأحيانا من شدة عصبيتي أضربه فأندم، فأتمنى أن أصل لمستوى أن أؤدب ابنى من غير أن أغضب أو أضرب أو أصرخ؟ قلت له: إن ما ذكرته مشكلة فيك قبل أن تكون في ابنك، فالعصبية ليست لها علاقة بالتأديب، فأنت ممكن أن تؤدب ابنك من غير عصبية أو صراخ، قال: كيف؟ فأنا كرهت نفسي بسبب كثرة عصبيتي حتى صار ابني مثلي يغضب لأتفه الأسباب، قلت: حتى تنجح في تأديب ابنك من غير عصبية عليك أولا أن تكون حازما معه عندما تتخذ قرارا ولا تتهاون في قرارك أو تلين إلا في حالات استثنائية، قال: هذه سهلة،

قلت له: لا، هذه ليست سهلة لأن من طبيعة الأبناء أنهم يلحون عليك حتى تغير قرارك لتتخلص من ضغطهم، وعندها يتعلم الابن أن كل قرار اتخذته يمكنك أن تكسره وتستجيب لما يريد بسبب كثرة الحاحه وضغطه عليك، قال: صدقت فأنا أعاني من هذه المشكلة، قلت: وعلاج هذه المشكلة أنك إذا اتخذت قرارا تأديبيا مثل أن تحرمه من اللعب بالهاتف، فإنه يجب عليك أن تلتزم به، وثانيا عليك أن تردد نفس الجواب الذي تحدثت معه فيه أو نفس القرار ولا تغيره أو تكسره أو تجيب جوابا آخر، فلا بد أن تكون ثابتا ولا تتراجع بقراراتك التأديبية، فعندها سيتعلم ابنك أنك حازم وجاد في قراراتك معه، وثالثا مع الحزم والجدية عليك أن تبين حبك لابنك حتى لا يفهم أن قرارك هذا انتقام ضده أو لأنك غضبت عليه فاتخذت قرارا عبارة عن ردة فعل، وإنما أظهر له حبك والحكمة من القرار الذي اتخذته وأنك حازم معه لأنك تحبه والحزم لمصلحته، رابعا لا تكثر القوانين على ابنك حتى يستطيع أن يلتزم بأوامرك وكما قيل (إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع)، مع مراعاة قدراته في تطبيق القرار التأديبي الذي أخذته، خامسا إذا كنت أنت سريع الغضب وارتكب ابنك خطأ فابتعد عن مكان الخطأ حتى تهدأ، أو أخبره بأنك غاضب ولا تريد أن تتخذ قرارا الآن لتأديبه، فالهدف من تأجيل قرار التأديب حتى لا يكون قرارك ظالما وليس عادلا، وفي مثل هذه المواقف أنت تربي ابنك على أمرين، الأول أن الإنسان وقت الغضب ينبغي ألا يتخذ قرار سريعا حتى يهدأ، والأمر الثاني أنك تستطيع أن تضبط نفسك وقت الغضب، سادسا أن تفرق بين السلوك والذات وقت التأديب، فأنت تعاقب سلوكه لا ذاته مع التعبير عن حبك له، وأنت تريد أن تغير سلوكه وليس تغير ذاته وهذه نقطة مهمة في التأديب وتقويم السلوك، سابعا مهما كان الخطأ كبيرا فلا تشتم ولا تهدد أو تحلف وتقول (قسما بالله) أو (والله العظيم) لأفعل فيك كذا وكذا، فهذه العبارات ليست من التربية وإنما هي للتنفيس عن النفس، وبدل هذه العبارات اتخذ قرارك التأديبي بهدوء مثل أن تحرمه من شيء يحبه أو ترغبه بمكافأة يتمناها، ولكن المهم أنك تعطيه الثقة وتمتدحه بأنه سيسمع كلامك ويلتزم بقرارك، ثامنا إذا أردت أن تؤدب فركز على خطأ واحد في التأديب ولا تجمع مجموعة أخطاء حتى يفهم الطفل ما هو الخطأ ويستوعبه، تاسعا كن قدوة لابنك فلا تقل له مثلا لا ترفع صوتك على أمك، وبالمقابل فهو يشاهدك وأنت ترفع صوتك على أمه ففي مثل هذه الحالات لا يكون للتأديب أي أثر، ولعل من التصرفات المهمة والمؤثرة أنك وأنت تؤدب ابنك تبين له أنك متأثر من الخطأ الذي ارتكبه ومع ذلك فإنك مستعد لأن تساعده حتى لا يكرر نفس الخطأ في المستقبل، قال السائل هذه عشرة حلول سحرية لأضبط غضبي أثناء تأديب ولدي.

د. جاسم المطوع

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *