السعادة كهدف وطني

عندما يقرر مجتمع ما أن من ضمن أولوياته إشاعة السعادة بين الناس، فإن هذا المجتمع المتحضر جدا، ينظر للسعادة باعتبارها هدفا استراتيجيا، لا يقل أهمية عن الأهداف الأخرى مثل الصحة والتعليم والعمل … إلى آخره. المملكة العربية السعودية، كانت من بين الدول التي اعتبرت أن سعادة الإنسان أحد الأسس التي تطمح “رؤية المملكة 2030” إلى تحقيقها. وبعض الجهات الحكومية والخاصة أنشأت أقساما تهتم بإشاعة السعادة بين الناس. البعض لا تتسع مداركه إلى كون السعادة محفزا على الحياة والعطاء. وهذا ناتج عن ما يمكن تسميته تجزئة الصور، أحيانا بحسن نية وأخرى عن سوء نية. هذه التجزئة للصور تجعل محاكمتها والحكم عليها مرتبطا بموقف سلبي، ليس من الفكرة في حد ذاتها، بل من نتائج الفكرة. وهذا مرتبط برغبة عمدية غير سوية. السعادة كاستراتيجية وطنية، عامل مهم يتم من خلاله الوقوف ضد كل المحرضين الذين يشيعون اليأس بين الناس. الأجيال الجديدة، صارت ترى ملامح هذه السعادة من خلال توسيع دائرة الإيجابي على المستوى الوطني. وهذا هدف مهم جدا، يسعى الأعداء لمحاربته. إنعاش الأندية الرياضية، وإطلاق الماراثونات، واستضافة الرياضيين في مختلف الألعاب، واحتضان المسابقات الرياضية التقليدية وغير التقليدية. كل هذا يدخل ضمن باب التحفيز على السعادة. لا تقتصر السعادة على هذه الأمور، لكنها تزداد وضوحا بإثراء ثقافة الترفيه عند الإنسان. ومن المؤكد أن الترفيه يمثل جزءا مهما من ميزانية الناس. حتى وإن لم يضعوا تلك المصاريف باعتبارها جزءا من الترفيه، لكنها في الواقع مرتبطة بالترفيه. السعادة والترفيه مفردات تشوهت وتعرضت للإهمال، باعتبارها جانبا كماليا وليس أساسيا. واقع الحال أن السعادة عنصر مهم، إذ عندما تغيب السعادة تتزايد المشكلات النفسية والاجتماعية ويتسيد اليأس، الذي يستغله الأعداء للتحريش والتحريض.

خالد السهيل

(الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *