48 % من السعوديين لا يحبون أنفسهم!

أولى دلالات محبة النفس هو الحرص عليها بالغذاء الصحي، ونظراً لدراسة فرنسية منشورة عن شركة «إبسوس» توضح الأشخاص في الدول الأكثر تناولاً للغذاء الصحي، حصلت المملكة على المركز الخامس بمعدل 52 % يتناولون غذاءً صحياً، بغض النظر عن مدى دقة وسلامة هذا الدراسة، إلا أنها تعطي مؤشرات مهمة تبدأ من علاقة الإنسان بنفسه.

وفي نظري أن هذا الأمر هو ثقافة وتنشئة وتربية وتعزيز من مرحلة الطفولة على مبادئ الاهتمام بالنفس ومحبتها والخوف على الصحة، والتفكير العميق في النتائج السلبية لتناول أغذية غير صحية من أمراض مختلفة وضعف وبناء جسماني وعقلي غير سوي بسبب هذه النوعية من الأطعمة.

تعامل الإنسان مع نفسه هو أساس حياته وعلاقاته وكل ما يدور حوله، لأن من يمتلك القدرة على التعامل الصحيح مع ذاته، ولديه الفهم الكامل لاحتياجاته الجسدية والصحية والنفسية، سوف يتصرف بطريقة صحيحة في مناحي حياته المختلفة وعواطفه ومشاعره تجاه الآخرين، وهذا يتم إن هو وجه مشاعره لنفسه واهتم بها ورعاها بالغذاء الصحي والمنهج السليم للحياة.

الغذاء الصحي بإمكانه أن يجعل الإنسان يعيش حياة سليمة بعيدة عن مطبات الأمراض ومنغصات سوء الصحة، والغذاء الصحي يبدأ مع الإنسان من بداية حياته، منذ أن تُرضع الأم مولودها ولا تتهاون في إرضاعه حليبًا صناعيًّا، هنا البداية لجسد سليم وصحي، وهنا بداية الثقافة السليمة لاستمرارية الحياة بغذاء صحي. أنا هنا لا أقوم بالتنظير فكل منّا يواجه هذه المشكلة مع أبنائه وأنا واحدة من هؤلاء، إلا أن هذا لا يعني التراخي تماماً معهم خصوصاً بعد وصولهم إلى سن صعب السيطرة على نوعية غذائهم فيه، لكن يظل هؤلاء الأبناء إن هم تربوا واعتادوا على رؤية والدين أو أحدهما لا يحب سوى أكل المطاعم، والأغذية التي لا نعرف مكوناتها وكيف تم إعدادها، فسيكون أمر طبيعي في هذا المنزل تناول مثل هذه المأكولات، أما جعلها في مناسبة معينة أو في يوم نهاية الأسبوع فهذا ليس حرماناً لهم، إنما حرماناً لأجسادهم من الغذاء المتهالك والسيء.

نوعية الطعام تؤثر بشكل مباشر علينا، تتحكم في الحالة النفسية والمزاجية، لأن الجسد لا يُمكن أن يكون سليماً إلا بغذاء صحيح، وفكر واعٍ تجاه احتياجاته وتنويع مصادر التغذية السليمة.

كل هذا لن يتم، إلا إذا بدأ الإنسان بعلاقة حب مع ذاته تقوم على أساس سليم ومتوازن.

سمر المقرن

(الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *