داوها بالتي هي الداء

يبدو أن الشماعة التي وجدها أعداء المملكة حاضرة كلما أرادوا الإساءة لنا هي المرأة وقضيتها التي لن تنتهي بالنسبة لهم. فهؤلاء يستغلون تلك القضية كمبرر لأي هجوم أو إساءة أو ابتزاز يقدمون عليه. يبحثون عن فتيات لا قيمة لهن في المجتمع، ولم يشرفن وطنهن أو حتى أسرهن في أي مناسبة وطنية أو علمية أو اجتماعية. ولأننا مجتمع لا يختلف عن بقية مجتمعات العالم، فهم لا يجدون صعوبة في التقاط بعض المغرر بهن الخاويات من العلوم والمعرفة والنضوج الفكري، ليظهروهن كمن يمثلن النساء السعوديات.

ذلك لم يعد خافيًا على كل عاقل أو متابع، إلا أن الجديد في ذلك هو انتقال تلك المبررات من المنظمات التي تدعي اهتمامها بحقوق الإنسان إلى دول تبحث عن مدخل لابتزاز المملكة لتحقيق أهداف اقتصادية أو سياسية. ومع أننا لا نتجاهل اهتمام تلك الدول بقضايا حقوق الإنسان وخاصة المرأة، إلا أننا نرفض أن يتحول ذلك الاهتمام إلى سلاح للابتزاز. ولقد أثبتت المملكة أنها لا تتأثر بتلك المحاولات ولا تحتاج إلى نصائح من أحد خاصة وأن المرأة السعودية تتمتع بكامل حقوقها دون مزايدة لا قيمة ولا معنى لها.

السعوديات والحمد لله حققن إنجازات كبيرة في كافة المجالات وفي المحافل الدولية، وقد باتت اسطوانة حقوق المرأة، اسطوانة مشروخة لا تطرب عاقلًا ولا تقنع أحدًا. السعوديات قادرات على إثبات وجودهن في المجالات المتميزة كالعلوم والطب والأبحاث، ومن يشكك في ذلك يمكنه الرجوع لأي آلة بحث ليجد أمامه الكثير من تلك النجاحات التي تشرف الوطن والمجتمع السعودي. ومع أننا نعرف ونثق بقدرات المرأة السعودية، إلا أنه لا يمنع من تسليط الضوء على صورتها الحقيقية التي نفخر بها. صورة المرأة العالمة والطبيبة والمخترعة والمثقفة والمتحدثة في المحافل الدولية وليس تلك المرأة التي تعتقد أن حقوقها تنحصر في مظهرها وملبسها وسطحية تفكيرها. المملكة يمكنها اختيار الكثير من الفتيات السعوديات القادرات للعب دور مهم في المحافل الدولية «متى ما رأت ذلك»، خاصة وأن لنا تجارب ناجحة في الكثير من المحافل العلمية العالمية. فنساؤنا أكبر من أن يمثلهن أو يحمل قضاياهن مثل تلك التوافه من الفتيات المغرر بهن. ولكم تحياتي

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *