هل اتفقت أمريكا مع “الإخوان” على تأسيس “داعش” وتقسيم المنطقة ؟

الرياض – عناوين:

فجّرت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب لها أطلقت عليه اسم «خيارات صعبة» ، مفاجأة من الطراز الثقيل ، عندما اعترفت بأن الادارة الامريكية قامت بتأسيس ما يسمي بتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الارهابي الموسومة بـ”داعش” ، لتقسيم منطقة الشرق الاوسط . كما كشفت عن تنسيق بين واشنطن و “الاخوان المسلمين” لاقامة هذه الدولة في ارض سيناء المصرية .

وقالت الوزیرة الامریکیة السابقة فی کتاب مذکراتها الذی صدر فی أمریکا مؤخرا : “دخلنا الحرب العراقیة واللیبیة والسوریة وکل شئ کان على ما یرام وجید جدا و فجأه قامت ثورة 30 / 6 – 3 / 7 فی مصر وکل شیء تغیر خلال 72 ساعة” . وأضافت : “کنا على اتفاق مع “اخوان مصر” على اعلان الدولة الاسلامیة فى سیناء و اعطائها لـ”حماس” و جزء لـ«أسرائیل» لحمایتها وانضمام حلایب وشلاتین الى السودان، وفتح الحدود مع لیبیا من ناحیه السلوم. وتم الاتفاق على اعلان الدولة الاسلامیة یوم 2013/7/5 ، وکنا ننتظر الاعلان لکی نعترف نحن واوروبا بها فورا” .
وتابعت تقول ” کنت قد زرت 112 دولة فى العالم من أجل شرح الوضع الامریکى مع مصر و تم الاتفاق مع بعض الاصدقاء بالاعتراف بـ”الدولة الاسلامیة” حال اعلانها فورا وفجأة تحطم کل شئ” . واستطردت :”کل شئ کسر امام اعیننا بدون سابق انذار، شئ مهول حدث !!،فکرنا فى استخدام القوة ولکن مصر لیست سوریا او لیبیا، فجیش مصر قوى للغایة وشعب مصر لن یترک جیشه وحده ابدا”. بحسب ما أوردت “الأنباء” الكويتية.
وتزید ” وعندما تحرکنا بعدد من قطع الاسطول الامریکی ناحیة الاسکندریة تم رصدنا من قبل سرب غواصات حدیثة جدا یطلق علیها ذئاب البحر 21 وهى مجهزة باحدث الاسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات میج 21 الروسیة القدیمة، ولکن الاغرب ان رادارتنا لم تکتشفها من این اتت واین ذهبت بعد ذلك ، ففضلنا الرجوع مرة اخرى ازداد التفاف الشعب المصرى مع جیشه وتحرکت الصین وروسیا رافضین هذا الوضع وتم رجوع قطع الاسطول والى الان لانعرف کیف نتعامل مع مصر وجیشها”.وتقول هیلارى ” اذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، واذا ترکنا مصر خسرنا شیئا فى غایة الصعوبة، مصر هى قلب العالم العربی والاسلامی ومن خلال سیطرتنا علیها من خلال الاخوان عن طریق مایسمى بـ «الدولة الإسلامیة» وتقسیمها ، کان بعد ذلك التوجه لدول الخلیح وکانت اول دولة مهیأة الکویت عن طریق اعواننا هنا , من الاخوان فالسعودیة ثم الامارات والبحرین وعمان وبعد ذلك یعاد تقسیم المنطقة العربیة بالکامل بما تشمله بقیة الدول العربیة ودول المغرب العربى وتصبح السیطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحریة واذا کان هناك بعض الاختلاف بینهم فالوضع یتغیر”.غير أن الدكتورة منار الشوربجي ، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة ، نفت المعلومات السابقة ، مؤكدة أنها اقتنت نشخة من كتاب كلينتون ولا يوجد بالكتاب نهائيا أى من هذا التزييف. وقالت ، فى مقال بصحيفة “المصري اليوم” اليوم الخميس اطلعت عليه “عناوين” :”أنا لا أعرف كيف يمكن لأحد، حتى دون أن يقرأ الكتاب أن يصدق كلاما من هذا القبيل. فالذى فبرك هذا الكلام لم ينم إلى علمه أن هيلارى كلينتون لم تكن وزيرة للخارجية فى 30 يونيو، وبالتالى لم تكن تملك سلطة «وعد» مرسى ولا الاعتراف بالدولة الإسلامية ولا يحزنون! ثم ما علاقة منح حلايب وشلاتين للسودان وفتح السلوم على ليبيا بإعلان دولة الخلافة فى سيناء؟ إلا إذا كان المفبركاتى سيفتح الدول الثلاث على بعضها لاحقا!! ثم «أمريكا» تعلن الخلافة الإسلامية؟ وعلى حدود إسرائيل؟ ما الذى حدث للعقل والمنطق فى مصر؟! وأنت لا تجد أيضا أثرا فى الكتاب لما قيل على لسان هيلارى كلينتون من أن مظاهرات 30 يونيو «دبرها الجيش».وأضافت :”لكن كتاب كلينتون يسهم، عبر تقديم وقائع بعينها، فى هدم أسطورة صنعها البعض وصدقها فى مصر وهى أن ثورة يناير مؤامرة أمريكية. فالكتاب قدم من الوقائع ما يوضح أن 25 يناير فاجأت أمريكا وأربكتها. وقالت كلينتون إن الإدارة وقتها «اهتمت بالمبادئ» لكنها خشيت من وصول الإخوان المسلمين للسلطة لو انهار نظام مبارك، ولم تشأ أن تبدو أمام حلفائها فى الخليج بمظهر من تخلت عن حليفها القديم”.

وأوضحت الشوربجي فى ختام مقالها أن الكتاب “يحوى أيضا ما يفند أسطورة دعم أمريكا للإخوان، حيث تروى بوضوح ما يؤكد أن العلاقة مع مرسى كانت علاقة براجماتية مع رئيس منتخب. فأمريكا صاحبة مصالح حيوية ومن ثم ستتعامل مع أى من كان فى الحكم فى مصر، رغم أنها كانت متوجسة طوال الوقت من الإخوان. وقد قالت هيلارى كلينتون نصا فى كتابها إن «الإخوان المسلمين فشلوا فى أن يحكموا بشكل شفاف وجامع، واصطدم مرسى مرارا بالقضاء وسعى لتهميش معارضيه السياسيين بدلا من أن يبنى إجماعا وطنيا واسعا، ولم يفعل الكثير لتحسين الوضع الاقتصادى، وسمح باستمرار اضطهاد الأقليات بما فى ذلك الأقباط». وتلك ليست لغة ولا لهجة من يدعم الإخوان أو يتعهد لهم بإعلان دولة الخلافة الإسلامية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *