شفرة النجاح في العمل والحياة

لا يأتي النجاح دون جهد وطموح وتخطيط وصبر قبل الذكاء، ولا ينسف فرص النجاح سوى العجلة التي تربك أي خطط، وتدخل الطموح في متاهة من التوهم الذي ينتهي إلى العجز والشعور بقلة الحيلة، وكثير من الناجحين لم ينجحوا بين عشية وضحاها، وإنما عملوا لذلك بحيث أصبحوا نموذجا لكل طامح أو حتى حالم بأن يحقق أهدافه في حياته.

من بين القصص الناجحة لفت انتباهي قصة رجل الأعمال الهندي عمر يوسف الذي قدم إلى دبي وعمره سبعة عشر عاما ليتجاوز حاليا الستين عاما وهو أحد أهم وأشهر مليارديرات دبي بامتلاكه سلسلة متاجر، والتي تبلغ إيراداتها السنوية 7.42 مليار دولار، ويعمل لديه أكثر من 40 ألف موظف من 37 جنسية مختلفة في 150 فرعا في 21 دولة، حسب ما تم نشره على نطاق واسع.

وهناك قصة أخرى للملياردير الصيني جاك ما، صاحب مجموعة علي بابا وشركاتها التابعة، الذي كون ثروته خلال 20 عاما، وقد تم رفضه، بحسب معلوماتي، في كثير من الوظائف التي تقدم للعمل بها، وقد عمل مدرسا للغة الإنجليزية وكان يتقاضى ما يعادل 15 دولارا، قبل أن يكون فريقا متواضعا من زملائه وأصدقائه، ويؤسس شركة «علي بابا»، وانطلق بها ليؤسس تبعا لنمو عمله سوق تاوباو الإلكترونية، احدى أكبر أسواق التجزئة العالمية.

ثروة جاك حاليا تبلغ 23 مليار دولار، وفقا لمجلة فوربس، وفي حالته وحالة الهندي يوسف، نجد أن النجاح احتاج لوقت، ولا شيء يأتي صدفة، كما لا يمكن الاعتماد على الحظ أو الوصول بالواسطات وأي طرق غير العمل والكفاح والاجتهاد، ومن المهم أن يبدأ كل شخص وستمنحه التجربة والرغبة في النجاح الطاقة والحافز ليكتشف ويفتح الأبواب المغلقة، فدائما تمنحنا الحياة أكثر من فرصة ولكن لا يتم استثمارها بشكل صحيح.

لا أحد يولد غبيا أو فاشلا، وإنما هي إرادة ورغبة في التطور وتحقيق الذات وتحديد الهدف بدقة والعمل لتحقيقه، ومن المهم ألا يشعر باليأس وهو يتجه إلى هدفه، فالصبر يأتي بالظفر حتما، وقد نجح جاك ويوسف بالصبر واستكشاف الفرص، وتلك هي شفرة النجاح، وقد كان نابليون يحقق انتصاراته بتحديد هدفه بدقة وبث العزيمة في جنوده حين يقول لمن يقول: لا يعرف، تعلم، ومن يقول: لا أقدر، يقول له: حاول.

سكينة المشيخص

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *