فضيحة تنظيم كأس العالم

لا تملك قطر المؤهلات والإمكانات التي تجعلها جديرة بتنظيم كأس العالم لكرة القدم، لا تنطبق عليها معايير تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير، هذه حقيقة معروفة لكن الأساليب غير النظامية بل غير الأخلاقية التي اتبعتها قطر وهي جزء من سياستها وسلوكها تعلقاً بوهم الحصول على مقعد في المسرح الدولي، هذه الأساليب جعلتها تفوز بسباق لا تملك مقوماته ولا تملك حتى ما يؤهلها لتكون من ضمن المرشحين.

بدأت مؤخراً تنكشف أسرار هذه الفضيحة وكان آخرها ما نشرته صحيفة الصنداي تايمز البريطانية.

جاء في تقرير الصحيفة أن رئيس الفيفا السابق بلاتر أكد أن قطر لم تكن قادرة على تحقيق الفوز لولا تدخل ساركوزي رئيس فرنسا السابق وايعازه لنائب رئيس الفيفا السابق بلاتيني بالتصويت لمصلحة قطر، وجاء في التقرير أن قطر لجأت الى عمليات سوداء فدفعت الرشى حتى تؤثر على قائمة المنافسين، وقد حصلت الصحيفة على رسائل إلكترونية تؤكد هذه التهمة.

هذه الأخبار ليست مفاجئة، الكل يعرف أن قطر ليس لديها ما يتفق مع معايير التنظيم غير القدرة المالية التي تبني الملاعب ولكنها لا تبني الثقافة. المال بلا ضمير يدمر الأخلاق.

هذه القدرة استخدمت مع الأسف في الرشى والحملات الإعلامية المسيئة للمنافسين عن طريق من يتكسبون ويعملون في مهنة الصحافة بلا ضمير، هؤلاء لا يبحثون عن الحقيقة بل يصنعون الأكاذيب.

القدرة المالية وهي المؤهل الوحيد لقطر كانت الوسيلة التي هدمت بيت الفيفا ودمرت سمعته وأحالت مسؤوليه إلى المحاكم والإبعاد، وبهذا السلاح الوحيد أفسدت عالم الرياضة الجميل وخلطت السياسة بالرياضة، وحولت قوتها الناعمة إلى دعم للفكر المتطرف والمنظمات الإرهابية ونشر الفوضى في العالم العربي واختلاق المشكلات ثم القيام بدور البطولة في حلها.

العمليات السوداء السياسية التي تمارسها قطر امتدت إلى عالم الرياضة، جاء في تقرير صانداي تايمز أن الفريق المكلف بالملف القطري دفع أموالاً لشركة علاقات عامة وعملاء سي آي ايه سابقين بهدف الترويج لدعاية مضللة تستهدف ملفات دول منافسة مثل استراليا وأمريكا، التسريبات كشفت اللعبة الوحيدة التي تجيدها قطر وهي الرشى وشراء الأصوات الإعلامية، لإثارة الشكوك لدى مواطني الدول المنافسة حول جدوى استضافة البطولة.

الفيفا أمام اختبار حقيقي كي يثبت أنه انتقل إلى مرحلة جديدة شعارها وممارساتها تقول: رياضة بلا فساد، رياضة لا تتداخل مع السياسة.

يوسف القبلان

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *