الهوس بالنجوم.. فتاة عكاظ واغتيال راغب علامة

بعد أن هدأت الأحداث المصاحبة لما حدث في حفلة الفنان ماجد المهندس في سوق عكاظ بالطائف، ومتابعتي لردود الفعل على التصرف الخاطئ للفتاة، وجدت أن جميع الأصوات لم تخرج عن صوتين فقط، كعادتنا، (يا أبيض يا أسود)، وجميعها بحدة شديدة جداً، وهذا قد يكون أمراً طبيعياً، ولكن الطبيعي أكثر أن يكون هناك أكثر من تناول أو ألوان في مثل هذه النوعية من القضايا، التي تعتبر بالمقام الأول جديدة علينا، وأيضاً كون ما تم موجود عالمياً، وليس حالة شاذة بالمجتمع السعودي، مع تأكيدي على أن ما تم تصرف غير مقبول مطلقاً.

ما حدث ذكرني بحادثة مشابهة حضرتها بكل التفاصيل في العام 1998م بالعاصمة الأردنية عمّان أثناء حفلة للفنان اللبناني راغب علامة، حيث انطلقت فتاة بشكل مفاجئ نحو المسرح كما حدث بالطائف تماماً، وتم إنهاء الأمر في حينه، ولكن في الصباح، ونحن نسكن في نفس الفندق الموجود به راغب علامة وجدنا كثافة أمنية كبيرة، وتداول الحديث عن محاولة اغتيال لراغب علامة، وكان مسؤول الأمن حريصاً على أن يصف المتهم بأنه أحد المعجبين بالنجم راغب، ولكن خلف الكواليس سمعنا أنه “قد” يكون من أقارب الفتاة التي صعدت للمسرح وفعل هذا الأمر انتقاماً من الفنان بعد أن شاهد ما حدث عبر التلفزيون، وطبعاً بتلك الفترة لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي، وإلا كان الانتشار أكبر وأعمق كما هو الحال مع فتاة سوق عكاظ.

وبحكم حضوري مئات المهرجانات المشابهة لما حدث في الطائف، أجد ودون تبرير أن ظاهرة الهوس بالنجوم هي ظاهرة مَرَضية وعالمية، ولا تقتصر على مجتمعات معينة، ونحن جزء من هذا العالم، ومن الطبيعي أن نجد لدينا مثل هذه الحالات التي صنفها الأطباء النفسيين بالحالات المَرَضية، والتي قد تجعل المهووس بالنجم يصل لمرحلة من شدته تعلّقه فيه يتخيل فيها أن النجم يقصده عندما يغني أغنيته، فتجده – كما حدث لفتاة سوق عكاظ – ودون شعور وبصورة هيستيرية يخاطر ويتناسى ما حوله ويقوم بعمل الممنوع والمحذور، خصوصاً كما شاهدنا أن الفتاة كانت محافظة على سترها، ولكن ما حدث من وجهة نظري لابد أن ينظر له من ناحية نفسية وطبية، وألا نخضع أو ننهزم أمام من حاول استغلال الموقف لإحباط ما يتم حالياً من عودة للحياة الطبيعية، والتي قد تحدث بها تصرفات ولكنها تظل فردية.

وهنا لابد أن نلقي اللوم كثيراً على منظمي موقع الحفل، لأنهم تناسوا أن كاظم الساهر وماجد المهندس من أكثر النجوم الذين تحدث معهم مثل هذه المواقف، وكان من الأولى أن يكون هذا الأمر متوقعاً وفي الحسبان.

محمد الرشيدي

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *