الفتاة التي احتضنت الفنان ماجد المهندس

‏بداية أود أن أسجل عدم قبولي لتصرف الفتاة التي احتضنت الفنان ماجد المهندس، ‏هذا التصرف الرخيص يتعارض مع مباديء الدين وأخلاقيات المجتمع المسلم وثقافة المجتمع السعودي والعربي.

وفي نفس الوقت، فإنني أدعو الجميع للتعامل مع هذا التصرف بالحكمة والرحمة، ‏كما أرجو أن لا تستهجنوا موقفي هذا وخصوصاً عندما أطلب منكم التعامل مع هذه الفتاة بالرحمة رغم أنها فعلته أمام الناس وتناقلتها القنوات. ‏وأذكر الجميع بموقف نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المرأة التي زنت، وفي تعامله مع الصحابي الذي ارتكب خطأ قد يكون مشابهاً.

من هيئة الفتاة، فهي شابة مندفعة عاشت لحظة تهور وأخطأت خطأ لم تضرب حسابه ولم تحسب عواقبه. ‏لحداثة سنها وقلة خبرتها وغيرها من الأسباب التي لم تظهر لنا. ‏المهم أنها أوقعت نفسها في هذا الخطأ، وإن صح التعبير في هذا الفخ. ‏كما أن من المهم جداً التفريق بين الفتاة في ذاتها والتصرف الذي قامت به، دعونا نتحدث عن التصرف ونترك ذات الفتاة ‏التي يعلم الله كم تحمل من إيجابيات ‏وليس منا من يخلو من السلبيات.

فما هو دورنا في مثل هذا الحدث ؟

علينا أن نستحضر سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع ‏أعدائه وأصحابه وأقاربه وخدمه، ‏وكيف-وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله “وإنك لعلى خلق عظيم” ‏وقوله “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”

فالمرأة في العموم إما أن تكون أمك أو أختك أو زوجتك أو ابنتك، ‏وفي كل الأحوال فإن هذه الفتاة أخت لنا في الدين ‏والمواطنة والإنسانية.

إليكم هذا الحديث ‏الذي رواه أبو هريرة في صحيح أبي داود وقد صححه المحدث الألباني “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ ‏برجل قد شرب فقال اضربوه ‏قال أبو هريرة فمنّا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه ‏فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله، ‏فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا، لا تُعينوا عليه الشيطان.

وأنا أدعو الجميع أن لا يُعينوا على هذه الفتاة الشيطان. ‏فلا تشمتوا بها ‏ولا تهزؤا بها ولا تسبوها، ‏واجعلونا نستفيد من هذه الحادثة في نشر التوعية بين شبابنا وشاباتنا فهؤلاء هم عمود وبناة المستقبل. ‏أما من يقول بأن تصرفها أساء للمجتمع السعودي وللمحجبات فهو قول مبالغ فيه ولا يَمتُ لواقع مجتمعنا بصلة  لأنه تصرف فردي استهجنه عموم المجتمع بما فيهم الشباب والشابات.

أما رسالتي للفتاة، فأقول لكِ لا تغضبي من ردة فعل مجتمعنا لأن تصرفك كان متهوراً ومتجاوزاً لقيم المجتمع وأنتي واحدة منه، كما أرجو منك أن تكفري عن تصرفك بأفعال إيجابية كثيرة ترضي الله وتعكس مدى اعتذارك عن هذه المعصية ، خصوصاً أنني متأكد أن لديك إيجابيات كثيرة ‏وأن تصرفك هذا لا يلغيها أبداً، فالحسنات يذهبن السيئات.

محمد علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *