طمبق!

أثار قبض النيابة العامة بعد توجيه معالي رئيسها فضيلة الشيخ سعود بن عبد الله المعجب على الشاب الشاذ الذي لقب نفسه بـ «طمبق» ارتياحاً عاماً بين متابعي شبكات التواصل الاجتماعي كافة بعد أن ارتفع هاشتاق «#نطالب_بالقبض_على_طمبق» إلى أن الترند، ودخل فيه المواطنون رجالاً ونساءً يطالبون بالقبض على الشاذ وقروبه الذي كونه عن طريق الواتساب، وعملت تلك الحثالة المنحرفة على خداع أطفال والتغرير بهم وتزيين الفاحشة لهم بواسطة الدخول معهم في حوار جماعي على ألعاب «البلاي ستيشن».

وقد تابعت الحوار الشجاع الذي دار بين عدد من أبناء وبنات هذا الوطن المخلصين مع «طمبق» وحثالته عبر تويتر، وحاولوا فيه جاهدين التصدي له لردعه عن غيه وتخويفه برفع بلاغات إلى الجهات الرسمية المعنية؛ إلا أنه كابر واستهزأ واستمر في سلوكه الشائن مع الأطفال.

ومما يثير العجب جرأة ذلك المنحرف؛ فبعد أن اتصلت به النيابة العامة لتسليم نفسه عمد إلى تسجيل اعتذار عما اقترفه، متعللاً بأنه يريد أن ينصح أولئك الأطفال الذين سعى إلى خداعهم.

ونفيد من هذه الواقعة المؤلمة ما يلي:

أن فضاء النت بما فيه من ألعاب وأدوات تواصل اجتماعي يعج بمنحرفين من تجار مخدرات وخمور ودعارة وشذوذ وعملاء تنظيمات سياسية وأيدلوجية يعملون على اصطياد ضحاياهم بأساليب مختلفة، وكما تجتهد الدولة – وفقها الله – في حماية المجتمع من هذه الجرائم على اختلاف أنواعها ومسمياتها حين يتم اكتشافها تعمل أيضاً أجهزة الأمن بأطقمها وتخصصاتها المختلفة على تعقب أي منحرف يدمر أمن البلاد أو يسيء إلى قيمها الدينية والأخلاقية أو يسعى إلى نشر الرذيلة، وبخاصة حين يصل التعدي إلى التحرش بالأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد شرعت قوانين وعقوبات قاسية تطبق على من يرتكب أياً من تلك الجرائم.

ولكن أجهزة الأمن التي تنهض بواجبها مشكورة في الكشف عن المجرمين وتتبع آثارهم على فضاء الشبكة العنكبوتية أو على الأرض أينما اختبؤوا بمسميات رمزية أو في أقبية أو كهوف أو خرائب أو شقق؛ إلا أن ذلك لا يكفي دون تعاون المواطنين بالتبليغ عن طريق تطبيق «كلنا أمن» أو الاتصال بالرقم 1909 كما هي هذه المبادرة الرائعة من الشباب والشابات في رفع البلاغات عن طمبق وحثالته.

وإن لم نبادر جميعاً إلى التبليغ عن أية ظاهرة من ظواهر الانحراف فسيهدم الشاذون والمجرمون ما تبنيه الأسرة من قيم وأخلاق وما تعلمه المدرسة من فضائل ومعارف، وسيذهب ما يسمعه ويتلقاه الطفل هباء حين يتسلل له من يتصيده ويوقعه في حبائله بإغراءات متعددة وبأساليب مختلفة من الخداع والتمويه والتسحيب إلى أن يقع في شباكهم ثم يبدؤون معه مشواراً آخر أشد رعباً بابتزازه وتهديده بنشر فضائحه إن بلغ عن جرائمهم.

لا مكان لشاذ أو مثلي أو مدمر للأخلاق بيننا.

لنكن جميعاً حماة أمن هذا المجتمع الأخلاقي والسياسي.

الوطن سفينتنا وأي ثقب صغير لا يتم غلقه فوراً لن تصل إلى بر الأمان سالمة حماها الله.

د. محمد عبدالله العوين

(الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *