كرة القدم… التسويق بداية الحكاية

    • بكل أشكالها من الخوص والجلد وعلى مر العصور من قديم الصينيين والإغريق إلى عصرنا الحديث، لم يخطر ببالهم هذه المكانة التي وصلت لها، إنها كرة القدم. من مجرد هواية إلى لعبة لها مؤسسة دولية كبرى تتطلع القيادات الرياضية في العالم لرئاستها، وأعراس موسمية وعالمية تزف فيها في أبهى صورها، وعوائد مالية ضخمة تجاوزت توقعات كل المحللين الماليين.
    • قبل 25 سنة دفعت شبكة “سكاي” التليفزيونية 300 مليون جنيه إسترليني (1.9 ميار ريال سعودي) مقابل نقل الحصري لكافة مباريات الدوري الإنجليزي. هذا العام وصلت قيمة حقوق نقل 128 مباراة من أصل 200 مباراة 3.5 بليون جنيه إسترليني (17.8 مليار ريال سعودي) التي قامت بشرائه نفس الشبكة ، وهو رقم أعلى من حقوق كأس العالم الحالية التي قد تصل إلى 3 بلايين دولار (11.25 مليار ريال سعودي). أرقام فلكية لحقوق تليفزيونية لدوري كرة قدم وفي زمن قياسي.
    • ميديا برو media pro (شركة إسبانية بغالبية ملكية صينية) اشترت أغلبية حقوق البث التليفزيوني للدوري الفرنسي للفترة 2020 – 2024 بمبلغ سنوي يصل 1.15 بليون يورو (4.75 مليار ريال سعودي)، كما أنها تنافس شبكة “سكاي” على شراء حقوق النقل للدوري الإيطالي.
    • ما الذي حدث ليصبح الدوري الإنجليزي الأعلى مشاهدة على مستوى العالم (4.7 مليار مشاهد) والأكثر دخلاً متجاوزاً أحداث الثمانينات و الحظر الذي فرض عليه من قبل الاتحاد الأوروبي في تلك الفترة. لماذا كل هذه المنافسة الشرسة لشراء حقوق النقل.
    • استفاد الدوري الإنجليزي في التسعينيات من تجربة كرة القدم الأمريكية و قام بتطبيقها على النحو التالي:
    • العمل على تطوير المباريات إلى تجربة ترفيهية ، واستحداث مباراة يوم الإثنين.
    • تطوير العلاقة بين الدوري والإعلام والرعاة، من خلال تفعيل الاستراتيجية التفاعلية لزيادة عدد الحضور والمشاهدين.
    • وحرصاً على زيادة عدد الحضور تم تعديل مواعيد بعض المباريات لتناسب السواد الأعظم من الحضور.
    • توفير المحتوي الإعلامي المصور والرقمي والمكتوب لمشجعي الأندية من خلال قنوات عديدة.
    • الاستفادة من انتشار قناة “سكاي” والقنوات الناقلة الأخرى للترويج للدوري ومبارياته.
    • استفادت الأندية الإنجليزي من هذه التجربة. نادي ليفربول الإنجليزي لديه أكثر من 770 مليون متابع حول العالم يشكلون أكبر شبكة للمشجعين في العالم، يستفيد منها تجارياً للتسويق لمنتجات الرعاة أو أي شركة تريد أن تسوق عالمياً لمنتجاتها.
    • الإحصائيات الكروية الإقليمية والدولية تؤكد أن العالم لا يريد الانتظار أربع سنوات لكأس العالم أو كأس أوروبا، هكذا قرأها صناع رياضة كرة القدم. وعلى ضوئها قرر الاتحاد الأوروبي ابتداءً من شهر سبتمبر من العام الحالي إطلاق بطولته الثالثة للقاره العجوز، بطولة رابطة الأمم وبصفة سنوية، مستغلاً تواريخ المباريات الودية لدوله خلال أسابيع الفيفا،وبذلك تتيح المجال للدول الصغيرة فرص أكثر للمنافسة والعمل على تطوير برامجها. واستجابة لذلك قررت الفيفا إطلاق بطولة رابطة الأمم العالمية وبصفة سنوية تبدأ في الثاني من شهر يونيو من عام 2021.
    • القادم من فعاليات كرة القدم سيفرض تحدي أمام الدول للاستعداد بشكل مستمر، كما سيشكل فرصاً للاستثمار وزيادة مداخيل الأندية والدول منها. كما سنرى تسخير للتقنية بكافة أشكالها لزيادة عدد الحضور والمشجعين.
  • يقول عرابو التسويق الرياضي (إذا كان الفوز حلو فإن الإثارة أحلى). الإثارة هي محور الاستراتيجية التفاعلية لكرة القدم، وتهدف إلى خلق قاعدة كبيرة من المشجعين يتفاعلون مع ناديهم ويحرصون على حضور مبارياته. وبحجم المشجعين تكون عقود الرعاية والنقل التليفزيوني و مبيعات النادي.
  • الإثارة عملية مستمرة قبل وأثناء وبعد المناسبة الرياضية. ومن آلياتها:
  • التسويق والترويج المشترك بين النادي والرعاة.
  • القنوات التفاعلية للنادي المسجلة والمقروءة.
  • قنوات التواصل الاجتماعي التي يتم من خلالها إرسال أخبار النادي.
  • برامج تطبيق الهواتف الذكية.
  • البرامج الترفيهية التي تسبق المباراة وأثناء استراحة الشوط الثاني.
  • برامج المحاكاة الواقعية التي توفر فرصة للمشجع أن يكون وسط الحدث.
  • توفير رسوم خاصة لدخول المباريات للعوائل.
  • فرص لقاء نجوم النادي والتصوير معهم والحصول على تواقيعهم.
  • مشاركة نجوم النادي في الفعاليات الاجتماعية.

 

  • ……..ولا تزال الحكاية في البداية.. ولنا لقاء

 

       (عبد العزيز المطلق)

ردان على “كرة القدم… التسويق بداية الحكاية”

  1. يقول جراح:

    نحتاج لمثل هذه المقالات الموضوعية المدعمة بالأرقام والشواهد والإستنتاجات الجميلة.

  2. يقول حسن بايوني:

    ماشاء الله عليك ياابامحمد
    دائما تتحفنا بالأرقام والمعلومات الغائبه عنا
    الله يحفظك ويبارك ويحلي ايامك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *