سميرة الإيزيدية تحكي عن جرائم “داعش”..ذبحوا ابنها وأطعموها لحمه

الرياض - متابعة عناوين

روت امرة من الطائفة الإيزيدية العراقية، تدعي سميرة حسن فظائع تعرض لها أقربائها على يد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أنهم خضعوا لأقسي أنواع العذاب، والذي تنوع ما بين القتل والاغتصاب الجماعي للنساء وذبح الأطفال.

وقالت المرأة وهي تكاد تبكي إن جنودا من  التنظيم قدموا لإحدى السيدات لحما في محبسها كطعام لتأكله ثم أخبروها أن ما طعمته هو لحم ابنها الذي ذبحوه.

ومنذ الثالث من أغسطس عام 2014، لدى دخول داعش ” إلى قضاء سنجار معقل الطائفة الإيزيدية في شمال  العراق، وحتى السابع والعشرين من يونيو الماضي، وصلت أعداد من أنقذوا من براثن داعش وفقا للإحصاءات الرسمية المعتمدة لدى الأمم المتحدة، نحو 3300 إيزيدي من أصل 6417 خطفهم التنظيم مناطق مختلفة من نينوى.

وتقول “سميرة حسن” إحدى الناجيات من هجوم داعش على منطقة سنجار والساكنة بمخيم في أربيل، إنها هربت مع أسرتها عندما كانت تبلغ الثامنة عشرة من عمرها، وإحدى عشرة عائلة أخرى من منطقتهم بأعجوبة من وحشية وهمجية داعش كما وصفتها، بعد أن قام داعش بتطويق سنجار قبل التوغل فيه.

وبعد 4 أعوام التقت “العربية نت” مع “سميرة” وأسرتها الذين يسكنون في عِمارة لم يكتمل بناؤها بمحافظة أربيل، ليحتموا بها جميعا من أشعة شمس الصيف وأمطار الشتاء، لتروي قصتها التي امتزجت بالحُب والحرب.”فريحة”، هي ثمرة حبها التي ولدت في عصرٍ، لم يرد لها القدر أن ترى منزل أجدادها وأن تكون طفولتها ضحية لممارسات فئة أرادت أن تفرض مبتغاها عليهم

روت “سميرة” قصتها، ففي منتصف إحدى ليالي يونيو عام 2014، عندما كانت في زيارة إلى منزل أحد قريباتها، أخبروا إخوتها بأن داعش بدأ يطوق مدينتهم ولا سبيل إلا الهروب وإلا سيكونون ضحية للتنظيم.

فشدوا الرحال نحو المجهول، عبر مدينة ربيعة الحدودية مع سوريا، بواسطة سيارات نقلتهم عبر الجبال والرمال، وكادوا أن يسقطوا بفخ داعش بعد أن تلقوا هجوما عنيفا بوابل من الرصاص، إلا أن القدر وقف إلى جانبهم هذه المرة.

“زاخو” هي المدينة الشمالية التي استقبلتهم في رحابها، لينزلوا ضيوفاً فيها قبل انطلاقهم نحو أربيل للبحث عن مأوى وعمل.

صعوبة التنقل ومرارة النزوح لم يتمكن من الحُب الذي جمعها بسعيد، فطلب يدها من أهلها، ليتزوجها بأربيل وفي نفس المخيم الذي تم اللقاء بينهم، وبعد إنجاب “فريحة” هاهم بانتظار طفلهم الثاني الذي لم تبق إلا أشهر ليبصر النور نحو أمل العودة إلى أرض جمعت حنين والديه.

اغتصاب جماعي ولحم طفل مقدد

تابعت “سميرة” قصتها بدموع لم تستطع أن تمنعها من السقوط مع ذكر بنات قريبتها اللاتي تعرضن لـ اغتصاب جماعي من قبل داعش، إذ أنه لولا تمكنهم من الهروب خلال ساعات لكانت هي وأخواتها ضحية ما وصفته ببربرية عمل هذا التنظيم المسلح، ولكان تم استرقاقهن عند أمراء داعش.

كما نقلت “سميرة” حادث آخر يثبت همجية داعش، إذ أن إحدى قريباتها اللاتي أصبحت للتو أما، فرّق داعش بينها وبين طفلها الرضيع، وتم إطعامها بوجبة طعام بلحم مقدد، وعند سؤالها عن ابنها، قالوا لها لقد أكلته للتو، ما أدى إلى جنونها وفقدان عقلها وبعدها أقدمت على الانتحار.

طريق الهروب من هذه البشاعات لم يكن سهلاً بل أضاعوا الطريق لعدة مرات، على خط الحدود العراقية – السورية، لكن كان شيئا ما يدفعهم باتجاه طريق الخلاص.

طريق النجاة

وصفت “سميرة” طريق وصولهم إلى أربيل، بطريق الخوف والدم، إذ بعد نجاتهم من رصاص داعش الذي صوبه على عجلاتهم التي كانوا ينتقلون بها، تعرضت إحدى العجلات إلى حادث سير أدت إلى انقلابها في طريق جبلي، لتُصاب “عَدي” الثلاثينية، إحدى قريبات “سميرة” في رأسها، لتزيد من آلامها ونكستها النفسية، بعد أن كانت قد شاهدت إعدام أخيها بتهمة اعتناقه للديانة الإيزيدية من قبل داعش، إذ لم يترك داعش أي خيار ثالث إما الموت أو الالتحاق بهم، فاختار أخوها طريق الأحرار على حد تعبيرها.

وبوجوه شاحبة وخائفة وصلت “سميرة” وعائلتها إلى أربيل باحثين عن ملجأ يأويهم ولو مؤقتاً.

العودة إلى سنجار  مستحيلة

على الرغم من مرور نحو سبعة أشهر على إعلان الحكومة العراقية، النصر على داعش، إلا أن الأوضاع الأمنية في سنجار وباقي مناطق أطراف الموصل غير مستقرة أمنياً.

وعن أسباب عدم عودتهم إلى “قضاء سنجار” قال “خضر حسن” أحد الناجين من داعش والذي يسكن في أحد مخيمات أربيل للعربية نت: بأن العودة إلى الآن إلى سنجار غير ممكنة، بسبب الدمار والخراب وانتشار الجثث والأوبئة، كما أن معظم البنايات والدور قد فخخها داعش قبل خروجه من سنجار، كما أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بعد، فمسلحون من الحزب العمال الكردستاني PKK وميليشيات من الحشد الشعبي، مستقرون في سنجار الذين يعتبرونهم أحد أهم الأسباب في زعزعة الوضع الأمني في سنجار.

وناشد “خضر” من خلال “العربية نت”، جميع المسؤولين والمنظمات الأممية والمحلية ذات الصلة بالنظر إلى حالهم أو توفير فرص العودة إلى مناطقهم الأصلية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *