الثقافة السعودية في كأس العالم

لفت انتباهي تعليق الزميل سعد الدوسري في زاويته “باتجاه الأبيض” على مشاركة السعودية ثقافياً على هامش مشاركتنا وتواجدنا بكأس العالم بروسيا، باعتبار أن أربعة أيام فقط كمشاركة ثقافية وفنية مثيرة للاستفهام، لأنها غير كافية بالفعل!.

قبل انطلاقة كأس العالم وبعد تأهلنا مباشرة، كان الحديث متشعبا ومتعددا بما يخص استغلال هذا الحدث العالمي المهم ثقافياً وفنياً ومن ثم انعكاسه إعلامياً، بعيداً عن مشاركة المنتخب السعودي لكرة القدم وما قد يحقق من نتائج بهذا المحفل، كان من الطبيعي أن تكون هذه المناسبة من أولوياتنا ثقافياً وفنياً، خصوصاً باستغلال الكم الكبير من مختلف الجنسيات والطبقات الثقافية والاجتماعية وتواجدهم ببقعة واحدة ومحددة لمدة تتجاوز الشهر وهي عمر ما قبل المونديال بأيام وما بعده.

وكنا نتأمل كثيراً مع تداول الأخبار هنا وهنا عن أسلوب جديد بالتواجد وغير التقليدي، يعطي انطباعاً وصورة مختلفة تُعرّف العالم بنا بصورة مختلفة، كفرصة لا تتكرر مطلقاً، هنا السعودية وهذه السعودية ومسك السعودية وغيرها من العناوين التي كنا نتداولها وحاضرة بأذهاننا قبل المونديال، ولكن ما الذي حدث؟!.

لا جديد تواجد تقليدي بكل ما تعنيه الكلمة، تطورت الأدوات والأفكار ولم نتطور بهذا المجال، ننغلق داخل قاعات صغيرة ومحددة وبدعوات محددة، لنكرر أنفسنا عبر فعاليات لا جديد فيها. التجربة المصرية رغم فارق الإمكانيات جديرة بالدراسة والاستفادة، كانوا منظمين بتواجدهم الخاص بالتعريف بمصر سياحياً وثقافياً رغم أنهم أحياناً لا يحتاجون هذا الأمر مثلنا، للشهرة العالمية لمصر سياحياً، ولكن رغم ذلك كانوا متواجدين عبر حملة بعنوان “اكتشف مصر” داخل جميع الملاعب وخلال الـ 64 مباراة، بالإضافة لعرض فيلم ترويجي بعنوان “هي دي مصر” على شاشات عملاقة داخل 11 إستاداً تقام فيها فعاليات كأس العالم في روسيا، ومتواجدين كحملة في جميع المطبوعات الخاصة بالبطولة، لم يكتفوا بذلك وإنما استغلوا أهم وأنشط المسارح في العالم بروسيا والذي يتسع لـ 1300 شخص لإقامة حفل موسيقي كبير للموسيقار المصري المعروف عمر خيرت.

ونحن ماذا فعلنا، أربعة أيام كررنا بها تواجدنا المحدود، ونشرنا الأخبار داخل السعودية، واعتبرنا أنفسنا مشاركين بفعالية بهذه التظاهرة العالمية، لنكن واقعيين وصادقين مع أنفسنا، إننا للأسف لم ننجح بهذا الأمر، حاول البعض استغلال هذا الحدث عبر شركات تنظيم فعاليات، وتسبب هذا بقتل الكثير من الأفكار التي لم تكن صعبة وكان تنفيذها سينجح لو فكرنا خارج الصندوق ولم نتعامل مع الأمر بطريقة تقليدية اعتدنا عليها وبكل أسف من سنوات طويلة، نحن نحتاج أن نكون أكثر ديناميكية بتواجدنا بالمحافل التي نجحنا بجهودنا بالوصول لها، وروسيا خير مثال!.

محمد الرشيدي

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *