رسالة للأخضر..

تباينت ردود أفعال الوسط الرياضي السعودي، بين مؤيد ومنتقد للتصريح الذي أدلى به تركي آل الشيخ في أعقاب هزيمة المنتخب السعودي أمام المنتخب الروسي في مباراة كرة القدم الافتتاحية في مونديال كأس العالم الأخير، والذي عبر من خلاله عن استيائه الشديد من أداء المنتخب قائلًا إنهم «سودوا وجهه» وأنه يَعد حالياً لخطة لتطوير الكرة السعودية.

برأيي أن الأداء المخيب للآمال للمنتخب السعودي، هو نتاج إفراطنا في تدليل لعبة كرة القدم في بلادنا وفي تدليل اللاعبين وذيع صيتهم المعنوي والمالي، مما تسبب في غرورهم واستهتارهم وعدم مبالاتهم وتحملهم للمسؤولية الوطنية تجاه اللعبة.

وبالنسبة لتدليل اللعبة، فقد وصل بنا الحد إلى الدرجة التي اختزلنا فيها بقية أنواع الألعاب الرياضية الأخرى في المملكة في لعبة كرة الفدم، مثل ألعاب القوى بأنواعها ورياضة الفروسية ورياضة السباحة وغيرها من الألعاب الرياضية رغم تحقيقها لبطولات وتتويجات ونتائج عالمية مبهرة، مما تسبب في قتل روح المنافسة بين الألعاب الرياضية وتسيد لعبة كرة القدم الملعب رغم إخفاقاتها المتكررة.

أضف إلى ذلك أن لاعب كرة القدم في بلادنا لا يتعامل مع اللعبة بشكل احترافي وكمصدر رزق أساسي للعيش، وكما هو واقع الحال في الفرق والأندية العالمية وإنما يتعامل معها بحثاً عن الشهرة والثراء السريعين، مما أفقد اللاعب الاهتمام والتركيز على اللعبة كاحتراف. كما أن سيطرة أشخاص وأعضاء شرف معينين على إدارات النوادي الرياضية في المملكة بهدف الوجاهة والشهرة على حساب التطوير والتحسين، تسبب في إغراق الأندية الرياضية في الديون وفي تدني مستوى الأداء.

برأيي أن الحل الذي طرحه آل الشيخ في تصريحه بابتعاث مجموعة من النشء تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 16 عاما للخارج للتعلم والتدريب على أساسيات لعبة كرة القدم وتجهيزهم  للسنوات المقبلة، هو الحل الأمثل والوحيد للخروج من مأزق ومعضلة كرة القدم في السعودية كونه سيمكن من تكوين منتخب سعودي قادر على المنافسة والمواجهة الكروية العالمية التي تعكس الصورة الرياضية التي تليق بالسمعة الحضارية للمملكة. كما لابد من منع التدخلات الخارجية في قرارات المدرب والجهاز الفني والإداري التي لها علاقة مباشرة بتشكيلة المنتخب وكذلك عدم حصر مشاركة اللاعبين في المباريات على أندية معينة بحيث تكون المشاركة مبينة على الكفاءة والمهارة وليس على المجاملة والمحاباة.

برأيي أيضاً أن رؤية المملكة 2030 يجب أن تتضمن لبرامج خاصة تُعنى بتطوير الرياضة والشباب في بلادنا، وهذا يقودني إلى الدعوة إلى إنشاء وزارة للشباب والرياضة في المملكة تُعنى بتطوير الرياضة وتطوير قدرات الشباب واكتشاف المواهب وصقلها.

طلعت حافظ

(الرياض)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *