قمة النخوة.. تغضب الخونة

قمة مكة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أشقاءه قادة الأردن والكويت والإمارات بهدف دراسة سبل دعم الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية، التي أسفرت عن حزمة مساعدات عاجلة للاقتصاد الأردني، ما هي إلا امتداد للمواقف السعودية على مدى التاريخ التي لا تتأخر عن تقديم يد العون لأشقائها العرب والمسلمين دون منة. هذا التجاوب السريع من قبل خادم الحرمين الشريفين ودعوته لقمة رباعية عاجلة في مكة المكرمة، التي التأمت خلال أقل من 48 ساعة من الدعوة الكريمة، لدليل على حرص المملكة في تلمس احتياجات أشقائها وترسيخ لمواقفها التي لا تتوقف ولا تتأخر ولا تنتظر طلب العون، بل تبادر وتسعى وتقوم بواجبها وأكثر حرصا منها على استقرار الدول الشقيقة في وقت تسعى دول في المنطقة إلى زعزعة استقرارها، كما تفعل قطر ممثلة في تنظيم الحمدين وأسياده من ملالي طهران. لم تكن المساعدات السعودية والخليجية الأخيرة، التي تمخضت عن قمة مكة وقدمت للأردن هي الأولى، بل سبقها كثير من المساعدات، التي تأتي في الغالب من المملكة، ولكنها في هذه المرة كانت مختلفة وشاملة ونافعة للاقتصاد الأردني بشكل عام، فالمساعدات السابقة كانت تأتي بشكل مباشر عبر دعم للخزانة أو مشاريع تنموية، ولكن في هذه المرة، إضافة إلى الدعم المباشر للخزانة والموازنة العامة للدولة، فقد تضمنت ودائع في البنك الدولي لمصلحة الأردن وأخرى في المركزي الأردني، إضافة إلى منح وقروض تنموية ميسرة، وهذا الأمر قطعا سيسهم في تكريس الاستقرار النقدي وتعميق الثقة بالاقتصاد الوطني، وهذا ما يحتاج إليه الأردن الشقيق في هذا الوقت الصعب الذي يمر به اقتصادها. قمة مكة وما توصلت إليه من نتائج أسعدت الشرفاء في العالم العربي، وأكدت لهم مجددا أن الدول العربية ما زالت متماسكة، وما زالت تهتم ببعض، ولا تتأخر في تقديم يد العون لمن يحتاج، إلا أنها في الوقت نفسه أغضبت الخونة والمرتزقة، وهو ما نلحظه في قنوات وصحف تنظيم الحمدين ووسائل الإعلام الفارسية ذات اللسان العربي، حيث التشكيك في نوايا الدعم تارة، والتقليل منه تارة أخرى. تلك القنوات المأجورة وذات الخطاب المسموم، التي كانت تغذي المظاهرات في الأردن أصيبت بالصدمة بعد أن أسهمت نتائج القمة في إطفاء حالات الغضب في الشارع الأردني، فهي لا تريد الخير للأردن وأهله، كما لا تريده مع كل قطر عربي، ويغضبها أن يعم الهدوء والاستقرار البلدان العربية ولا تستكين نفسها إلا عندما ترى الدمار في كل بلد عربي.

سطام الثقيل

(الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *