الأردن بين الأعداء والأصدقاء

قمة مكة الأخيرة التي دعا لها الملك سلمان بن عبد العزيز. بجوار البيت العتيق كان لها بند أعمال واحد هو: الوقوف مع مملكة الأردن.

لبى النداء السعودي دولتا الإمارات والكويت. وحضر إلى قصر الصفا المطل على الكعبة، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ونائب رئيس دولة الإمارات ورئيس حكومتها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.. وطبعاً عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني وولي عهده الحسين.

نجح الاجتماع فيما خصص له.. وكلنا نعلم (الهزة) التي مرت بالأردن خلال الفترة القريبة وما زالت مضاعفاتها باقية. غير أن ترياق مكة ودعوة السعودية وتلبية الكويت والإمارات كانت الماء البارد الذي اندلق على جمر الفتنة وأهداف المشبوهين الذين حرثوا في نار القلق… مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن… بالمناسبة من أسباب هذه الأزمة الاقتصادية فواتير الربيع العربي القبيح.

حزمة مساعدات بلغت المليارين ونصف المليار… لدعم الدينار الأردني ودعم الميزانية الحكومية لخمس سنوات مقبلة، إضافة إلى مشاريع خدمية وتنموية.. وتقديم ضمانات للبنك الدولي من أجل الأردن.

هل يكفي هذا لعلاج جذر المشكلة الحالية؟ الخبراء يقولون إن ما جرى هو حقنة إنعاش في الوريد لحين تلافي الآلام الناجمة عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي لا مناص منه. حتى لو حكم الحكومة جبهة العمل الإسلامي نفسها… أو سعيد همام أو ليث شبيلات أو ياسر أبو هلالة!

العبرة مما جرى هذه الأيام، كما قال الكاتب الأردني المعروف والسياسي المعلوم، صالح القلاب في مقالته بجريدة «الرأي» الأردنية هو أن العمق الحقيقي للأمن الأردني يقع إلى جنوب المملكة وليس شمالها! العمق الحقيقي هو في جزيرة العرب وخليجها… إلى السعودية وإخوانها في الخليج العربي.

الحصافة تقضي الآن بجرد الأصدقاء من الأعداء… من ركض في هذه الهوجة وخب فيها وسعي… ومن أراد.. وعمل.. على غوث الأردن وحفظ أمنه.. لأن الأردن ركن ركين من الأمن العربي الحقيقي… وليس من العجم أو الروم!

جزى الله الشدائد كل خير

عرفت بها عدوي من صديقي

مشاري الذايدي

(الشرق الأوسط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *