قناة الجزيرة.. الكذب والكذب الآخر

هل توجد رسالة إعلامية مهنية نزيهة لقناة الجزيرة؟ إذا كانت تأسست أصلاً لتكون ذراعاً إعلامياً شيطانياً يهدف إلى هدم البيت العربي بسلاح الكذب والإشاعات وشعارات التحريض.

التقرير الشامل الذي نشرته «الرياض» عن هذه القناة يوضح علاقاتها المشبوهة وتاريخها الحافل بالأكاذيب، وأساليبها في إشعال الحرائق ثم الانتقال السريع إلى مواقع الحريق لتصويرها ونقلها مباشرة للمشاهد بلغة تعكس أجندات خفية. بهذا السلوك تكذب القناة عن سبب وقوع الحرائق، وتكذب بتحقيق السبق، وتكذب بالدعاية لدور بطولي تقوم به الدولة الراعية لها، وتكذب بنقل مشاعر الناس.

هذا السلوك الكاذب كشفته الأحداث المحلية والعالمية وكشفه ارتفاع مستوى وعي المتلقي الذي أدرك أن هذه القناة قناة مسيسة نشأت لخدمة النظام القطري الذي توهم أنه قادر بالأموال والإعلام أن يجعل قطر دولة عظمى!.

نعم قناة الجزيرة لها رسالة وسياسة وأهداف تتمثل في نشر الفوضى في الوطن العربي والتعاون مع المنظمات الإرهابية تحقيقاً لأهداف حكومة قطر السياسية. وكي تحقق ذلك أجازت لنفسها ممارسة مهنة الإعلام دون الالتزام بأخلاقيات المهنة، ودون ضمير.

المتلقي الذي ارتفع مستوى وعيه يدرك أن الجزيرة (الدولة) والجزيرة (القناة) هما شيء واحد، استقلال أي منهما مجرد كذبة، لا يوجد سيادة ولا استقلال لكلتا الجزيرتين. قناة الجزيرة كذبة كبرى تخفي أهدافاً تآمرية ضد الوطن العربي بشكل عام والمملكة بشكل خاص. انكشفت المؤامرة منذ وقت طويل لكن سياسة المملكة اتسمت بالحكمة والحس بمسؤولية القيادة، وعند تجاوز الخطوط الحمراء تحركت المملكة ليس دفاعاً عن أمنها فقط ولكن حماية لأمن الوطن العربي من خطر التدخلات الخارجية المدعومة بخيانة النظام القطري وجزيرته الكاذبة.

قناة الجزيرة هي حزمة من الأكاذيب، كذبة الرأي والرأي الآخر، وكذبة أنها منبر من لا منبر له، وكذبة الاستقلال والحرية والشفافية، وكذبة الشعارات الإنسانية، وكذبة مناصرة الديموقراطية، ودعم القضية الفلسطينية، والبحث عن الحقيقة.

إن دور الإعلام اليوم ليس هو تزويد الناس بالمعلومات كما كان في السابق. المعلومات أصبحت متوفرة، لكن الإعلام الكاذب وأبرز نماذجه قناة الجزيرة يتلاعب بهذه المعلومات ويقدمها بأساليب توجه المتلقي غير الواعي إلى تبني مواقف معينة تخدم أهدافها وأهداف من يقف خلفها.

هذا المتلقي (غير الواعي) لم يعد له وجود في الوقت الحاضر، الوعي يستيقظ في عقل المواطن العربي وبهذا الوعي جاءت نهاية حفلة الأكاذيب المتواصلة وثقافة الصراخ والشعارات وبث الإشاعات.

أخلاقيات العمل الإعلامي، وثقافة الصدق، والبحث عن الحقيقة لا يمكن أن تتوفر في قناة إعلامية نشأت أساساً لبث الفوضى في الوطن العربي والتشريع للخيانة والتعاون مع المنظمات الإرهابية التي تتغذى على الكذب.

يوسف القبلان

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *