السعودية أقوى من كل الأشرار والخونة

لم تكن المملكة مستهدفة في السابق أكثر منها في هذه المرحلة. وهي مستهدفة بالدرجة الأولى بسبب سياساتها المنهجية الواضحة، الإقليمية والدولية. وهذه السياسة لم تستطع أنظمة مارقة في المنطقة اتباعها، لأنها ببساطة لا تتلاءم مع الشر الذي يصبغ هذه الأنظمة. والسعودية رفعت شعارها مبكرا، وهو يستند إلى الاعتدال في كل شيء، وفي أي شيء. الاعتدال الذي يحل كل المشاكل إن وجدت، ويجمع الأطراف في وئام ضروري، خصوصا الأطراف التي تعيش جنبا إلى جنب في منطقة واحدة. المملكة، كانت “ولا تزال” الهدف الأول للإرهاب والشر، غير أنها لا تترك الأمور هكذا بالطبع، فهي تتبع سياسة أمنية قوية لحماية الوطن، ولا اعتدال عندها في هذا الخصوص، مهما كانت المبررات. أمن وسلامة الوطن والمواطنين، ليست مسألة قابلة للنقاش أصلا.

ومن هنا، يمكننا فهم المحاولة تلو الأخرى التي تقوم بها العناصر التخريبية الممولة من أنظمة مارقة، وفي مقدمتها بالطبع النظام الإرهابي في إيران، بما فيها تلك الأخيرة التي أدت إلى قيام السلطات السعودية بالقبض على سبعة أشخاص، قاموا بالتواصل المشبوه مع جهات خارجية تدعم أنشطتهم، وتجنّد أشخاصا يعملون في مواقع حكومية. لا غرابة في ذلك، كما لا غرابة في سرعة إلقاء القبض على هؤلاء العملاء الخونة، لأن الدولة قوية بما يكفي وأكثر، وحازمة بأعلى درجات الحزم. إنه حقها المشروع، خصوصا عندما تكون مستهدفة علنا. المملكة ضربت وستضرب بيد من حديد أي تطرف، بصرف النظر عن هوية هذا التطرف. وهي تضرب بهذه اليد، لأنها ببساطة تنفذ شعارها العريض، وهو الاعتدال.

والاعتدال في الواقع لا يقوى عليه إلا الأقوياء، وسيبقى حاضرا في المملكة إلى ما لا نهاية. والسعودية ليست بلدا عاديا، إنها تشارك في صنع القرار العالمي من خلال عضويتها في مجموعة العشرين، ولذلك فهي قدمت مبادرات سبقت فيها البلدان الكبرى الأخرى على صعيد مأسسة الاعتدال، ومحاربة التطرف بكل أشكاله، والوقوف في طريق تمويله. وأنشأت مؤسسات تعنى بهذه الجوانب، كما انضمت إلى مؤسسات دولية في هذا الخصوص. ولذلك، عندما تضرب بقوة التطرف والخيانة، فهي تكرّس في الوقت نفسه شعار الاعتدال. ولأنها كذلك، لم تتحمل بعض البلدان المارقة “وعلى رأسها إيران” الأمر، وحاولت “وتحاول” التعرّض للمملكة بأي وسيلة ممكنة، وسعت إلى نشر سمومها، سواء بمحاولات التدخل أو من خلال تجنيد الخونة والمرتزقة، لكنها في النهاية وقفت عند الحدود التي لا تستطيع أن تقفز فوقها بأي صورة من الصور.

والحق أن السعودية تتعرض أيضا لاستهداف بعض من يطلقون على أنفسهم “الحقوقيين”، وهؤلاء ليسوا كما يوحي “مسماهم”، إنهم مجموعات مشبوهة لديهم أجندات سرية! وهؤلاء من أسوأ المجموعات قاطبة. كما أنها لا تتحاور مباشرة مع القائمين على هذا الشأن أو ذاك. والحق، أن مجموعات “الحقوقيين” افتضح أمرهم منذ عدة عقود، ولم يعودوا يتمتعون بأي احترام في كثير من بلدان العالم، لأنهم ببساطة لا يكونون محايدين، كما أنهم يعملون خفية لمصلحة أنظمة تمولهم وترعاهم من بعد. إنها الحقيقة التي كشفتها المملكة منذ سنوات طويلة. ولذلك، لن يشكلوا أي فارق على الساحة. المهم هنا، أن السعودية تتبع سياساتها المحلية الواضحة والمعلنة، التي تستند إلى أمن الوطن والمواطن والمقيم بأي ثمن. وهي قوية بما يكفي لتوقف أي محاولات بائسة لاستهداف أمنها أو أمن مواطنيها، وحازمة إلى درجة توقيع العقاب على من يستحقه بأعلى معايير العدالة. إنها سياسة دولة كبيرة مؤثرة في الساحتين الإقليمية والدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *