القيادة القطرية .. والصعود إلى الهاوية

ما من سبيل حين النظر إلى سلوك القيادة القطرية سوى القطع بأنها تمارس طيشا سياسيا لا يعبر إلا عن غياب مطلق للحكمة والبصيرة وفي الوقت ذاته إمعان في السير في دروب التوحش الذي يفترش نفوس الإرهابيين والمتطرفين ويطوق عمائم الملالي في طهران.

بدلا من أن تقرأ القيادة القطرية الطقس السياسي الدولي وما يحيط بإيران من عقوبات وما يتهددها من خطط بعدما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية الملف النووي الإيراني .. وبدلا من أن تنصت للأحاديث في فضاءات الإعلام والدبلوماسية عن تسريبات وتصريحات لحقائق عن تورط قطر المدموغ بشهادات جهات وأشخاص موثوقة .. تراها تبادر إلى الهرولة للارتماء في أحضان حكومة ولاية الولي الفقيه في طهران وتعيد العمل بمقتضيات لجنة قطرية – إيرانية مشتركة بعد توقف دام 13 عاما. ونُقل عن وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني قوله لدى وصوله إلى مطار الدوحة أمس، إن العلاقات الاقتصادية بين إيران وقطر تمضي في المسار الصحيح وإن الجهود يجب أن تبذل لمواصلة هذا المسار.

وأعرب الوزير عن أمله في أن تنفذ اللجنة الاقتصادية المشتركة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وقد بدأ الاجتماع السادس مقدما للجنة أعماله يوم الإثنين الماضي، ولهذا الغرض فقد وصل إلى الدوحة فجر أمس وفد يضم 70 من الخبراء ورجال الأعمال والتجار من القطاعات الحكومية والخاصة في إيران.

وعقد خبراء إيران وقطر اجتماعاتهم في إطار خمس لجان في مجالات الجمارك، والنفط، والتجارة، والمناجم، والبتروكيماويات، والمواصفات القياسية، والصادرات، والشؤون المصرفية، ومن المقرر أن يتم التوقيع على قرارات هذه اللجان من قبل وزيري التجارة والصناعة للبلدين.

تفعل القيادة القطرية ذلك في حين أن إيران اليوم بحكم المركب المائل للغرق بسبب رعونة التدابير الإجرامية التي تقودها حكومة الولي الفقيه برعاية المرشد علي خامئني وحرسه الثوري، فقد استنفرت رعاية إيران الصارخة للإرهاب والتطرف وتأجيجها للصراعات والنزاعات في الخليج والمنطقة العربية والعالم، استنفرت الدول والمنظومات العالمية الباحثة عن الأمن والسلام فباتت إيران اليوم في أفواه المدافع، فكيف يبلغ الصلف والغرور بالقيادة القطرية أن تصر على القفز إلى مركب يوشك أن يغرق وهل بلغ حد الغيبوبة في عقل هذه القيادة إلى اعتبار المناكفة سبيلا للنجاة؟ ألا تعي هذه القيادة القطرية الخرقاء أن هذا اللون من المناكفة ما هو إلا صعود إلى الهاوية؟ وهل تحسب هذه القيادة أنها بذلك إنما تمارس إغاظة للرباعية العربية التي قاطعتها على أمل أن تصحو من غيها وتعود إلى جادة الصواب؟ ثم.. ألا تسمع هذه القيادة وترى كيف أن كل الأمم المحبة للسلام والأمن والتنمية تقف إلى جانب الرباعية العربية المكافحة للإرهاب والتطرف وتصادق على صواب موقفها؟

فإلى أي مصير تقذف هذه القيادة القطرية الشاذة ببلدها؟ وأي مخاطر تريدها لهذه المنطقة؟

من الواضح أنها غير معنية لا بشعبها ولا بالمنطقة ولا بالأمن والسلام في العالم .. وحتما هذا التهور الجنوني وربط نفسها بإيران الراعية الأولى للإرهاب في العالم يصطف العالم اليوم ضده كي يقمع شهوة الدم والتوحش والدمار والخوف، فالإنذارات أخذت تترى ليس من أمريكا ودول الغرب، وإنما من معظم المنظومة العالمية سواء من الساسة أو المنظمات والهيئات الحقوقية، وكذا من الإعلاميين والمفكرين والمثقفين والناشطين في حقوق الإنسان.

فهل يتخيل عقل هذه القيادة المريض أن بإمكانه أن يتمترس خلف متراس صار قاب قوسين أو أدنى من تلقي الضربة القاضية بيد العدالة الدولية؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *