القرضاوي وقطر والدمار العربي

خلال خمس سنوات من الفوضى، التي سميت في حينها «الربيع العربي»، بينما سميناها «الجحيم العربي»، خلال تلك السنوات الخمس، دمرت البنية التحتية لخمس دول عربية هي ليبيا واليمن والعراق وسوريا وتونس، وتشرد خلالها 14 مليون لاجئ، يضاف لهم 4 ملايين نازح، وسقط جراء تلك الفوضى أكثر من مليون وأربعمائة ألف بين قتيل وجريح، وخلفت 3 ملايين عاطل عن العمل، وقدرت التكاليف المطلوبة لإعادة البنية التحتية المدمرة لحالتها السابقة، بتسعمائة مليون دولار، يضاف إلى كل ذلك خسائر في الناتج المحلي العربي، الذي بلغ في سنة واحدة 640 مليون دولار.

كل ما ذكرته بعاليه موثق عند المنظمات المتخصصة، سواء الإنسانية أو السياسية أو الاقتصادية. ورغم ما فيها من وجع وحسرة على الدمار، الذي حل بتلك الدول العربية الشقيقة، وعلى بنيتها التحتية، إلا أن الألم والحسرة، هما على تلك الأرواح البريئة التي تم قتلها بغير وجه حق، وعلى المشردين الذين هربوا بأرواحهم و«ذلوا» أنفسهم في بلاد ليست بلادهم وأهل ليسوا بأهلهم.

تُرى.. مَنْ حرض على هذه الفوضى!؟ مَنْ شجعها وغذاها، ودفع المال لإشعال نيرانها!؟ أسئلة يجيب عنها الشيطان الأكبر المدعو يوسف القرضاوي، الذي يقول حرفيًا وبالصوت والصورة ما نصه.. (إذاعة قطر وتليفزيون قطر وجزيرة قطر هي التي وقفت مع هذه الثورات.. كل الثورات.. ثورة تونس وثورة مصر وثورة ليبيا وثورة اليمن وثورة سوريا.. ثورات الربيع العربي وقفت معها قطر بإذاعتها وتليفزيونها وبمالها وبرجالها. وقد طلبت من أمير قطر حمد بن خليفة ذلك فكان معي في هذه الثورات العربية كلها، بل كان أسبق مني).

ما رأيكم يا مَنْ مازلتم تبحثون عمن تسبب في دمار بلدانكم العربية، وعمن يتحمل دماء كل أولئك الأبرياء، ومَنْ هو المسؤول عن تشريد أولئك الملايين من المواطنين العرب!! هذا هو عراب الموت والدمار القرضاوي يتحدث بكل وضوح وشفافية ويعترف، بل ويتبجح بأنه وقادة قطر وأجهزتها الإعلامية ومالها ورجالها، هم مَنْ حرض ودعم وشجع ونفخ في نار الموت والدمار.

مَنْ لا يصدق ذلك، فبيني وبينه التسجيلات بالصوت والصورة والموجودة على أكثر من منصة إعلامية.

ولكم تحياتي..

محمد البكر

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *