قمة الظهران .. تختلف عن سابقاتها

تبدأ اليوم الأحد القمة العربية التي ستعقد على أرض بلادنا المعروفة بثبات مواقفها في جميع القمم العربية السابقة، التي بلغ عددها نحو 40 قمة، ما بين عادية وغير عادية.. وستكون هذه القمة مختلفة عما سبقها، ليس بسبب الوضعين الإقليمي والعالمي اللذين يضجان بالصراعات والانقسامات والحروب فحسب، وإنما لأن معظم القيادات العربية، وفي مقدمتها القيادة السعودية قد انتهجت أسلوب المواجهة الصريحة مع أعداء الأمة وأصبحت تسمي الأشياء بأسمائها في مواقفها ما كشف العملاء والمتآمرين من أبناء الأسرة العربية الذين كانوا يحضرون هذه القمم لنقل ما يدور في الاجتماعات السرية إلى أسيادهم المتربصين بأمتهم وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني والعدو الفارسي.. ومن المؤكد أن القمة الحالية لن تكون فيها بنود سرية، وهذا أيضا ما يجعل القمة الحالية مختلفة بشكل إيجابي، فما كان يتحدث عنه البعض بشجاعة في الغرف المغلقة ثم يغير مواقفه في اللقاءات العلنية لن يحدث الآن.. فالقادة العرب الآن أكثر نضجا وإدراكا لأهمية المواقف الثابتة والمعلنة.. ولعل قادة بلادنا أكثر الأمثلة وضوحا في مجال شرح مواقفها لقادة العالم بشكل واضح وصريح.. وكما كانت القمة العربية التي عقدت في الخرطوم عام 1967 قمة اللاءات الثلاثة.. لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض، مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه.. فإن قمة الظهران ستكون قمة التأكيدات الثلاثة؛ وهي التأكيد على أن قضية فلسطين ما زالت قضية العرب الأولى، وأن حلها لن يكون إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس التي ليس لأحد الحق في التنازل عنها للكيان الصهيوني، وثاني التأكيدات أن لا سلام ولا استقرار في سورية بوجود الأسد الذي قتل وشرد الملايين من شعبه بوحشية لا مثيل لها في التاريخ بما في ذلك استخدام الأسلحة المحرمة دوليا.. وثالث التأكيدات عدم السماح بتدخلات إيران في الدول العربية لتحويل بعضها إلى دويلات تابعة لها.. ما يستدعي حشد الطاقات العربية لدعم الشرعية في اليمن والعراق ولبنان للوقوف في وجه إيران وعملائها وتدخلاتها التي أصبحت واضحة ومكشوفة للجميع.. ولعل هذا الموضوع إذا نوقش بصراحة هو الذي سيكشف كل من يريد اتخاذ مواقف قوية في الغرف المغلقة، لكنه يخشى من المواجهة الواضحة التي هي الطريق لإيصال الرسالة القوية لعدو يتربص بالأمة، ويتعاون مع عدوها الأول سرا ويهدد الأمنين الإقليمي والعالمي بتطوير أسلحة الدمار الشامل التي يقف المجتمع الدولي لمحاربتها. وأخيرا: أليست هذه القمة مختلفة عن القمم السابقة؟ ويكفي أنها ستوجه رسالة قوية من الظهران إلى طهران بأن أمة العرب تقف أمام أطماعها متحدة وليس كما يصور عملاؤها المشهد بأن من يقف أمام إيران هي السعودية فقط.. فالكل يدرك خطورة التهديد الذي تمثله إيران بتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية كي تحولها إلى دول تعاني شعوبها الاضطهاد والفقر كما يعاني الشعب الإيراني المغلوب على أمره.

علي الشدي

(الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *