حمد بن جاسم وابن العلقمي ومحكمة تويتر

أطلّ «حمد بن جاسم» على شبكة تويتر في ثياب الواعظين متوهماً أن محكمة تويتر الشعبية لن تتذكر شخصيته ودوره المريب في شؤون قطر وخارج قطر. حمد بن جاسم ما زال يعيش وهماً كبيراً في شخصيته وتصرفاته وهو يظن أن من عاش بالحيلة سيعيش طويلاً. وهم «حمد بن جاسم» لن يفيق منه إلا بعد أن ينزع الراعون لمسيرته يدهم منه وسنجده (قريباً) اسماً مشبوهاً يتردد في كثير من المحاكم العربية والغربية.

وباستدعاء التاريخ نجد تشابهاً واضحاً بين شخصية كل من ابن العلقمي (وزير المستعصم) وحمد بن جاسم (وزير حمد ين خليفة) في كثير من الخصائص العامة والشخصية. ولعل أهم الصفات التي تجمع الاسمين هو احتراف الخيانة وأن كلا الاسمين عملا تحت إمرة حاكمين ضعيفين مشوشين سقطت دولتيهما أخلاقياً ثم عسكرياً. وعلى الرغم من محاولات تحسين صورة ابن العلقمي عند مؤرخين لهم هواهم إلا أن مصادر موثقة أثبتت أن ابن العلقمي منغمس في الخيانة حتى أخمص رأسه.

وهكذا حاولت قناة الجزيرة والقنوات الأجيرة التابعة ومعها عشرات المواقع والمرتزقة أن تصنع من حمد بن جاسم شخصية سياسية كبيرة ولكنها مع كل مادة تظهرها عنه تعرّي جانباً جديداً من شخصية ونفسية هذا الكائن الموشوم بلؤم الطبع والتناقض وموت الضمير. كيف لا وهو انتهازي سارق في بلده، خائن للعهد في محيطه الخليجي، متآمر متواطئ مع الأعداء في دائرته العربية، وهو بالصور والوثائق غدّار جلب الجماعات والتيارات ليقتل روح العالم الإسلامي.

ابن العلقمي كان وزيراً للخليفة العباسي المستعصم وحين قرر الخيانة بدأ مراسلة التتار، وأطمعهم في أخذ البلاد، وسهل عليهم ذلك، وكشف لهم ضعف الرجال كما ورد في كتاب البداية والنهاية. وهكذا كان حال حمد بن جاسم حين استقوى على شيوخ قطر وأهلها بالتواصل مع الإسرائيليين ثم الصفويين ثم تعامل مع الأجهزة الاستخبارية الغربية بوظيفة مخبر صغير. ولأن قطر لم تكن كافية لطموح حمد بن جاسم فكان أن انتقل إلى العمالة العلنية حين تعهّد بتنفيذ القسم الأهم من استراتيجية الفوضى الخلاقة عبر تشويش عقل الإنسان العربي من خلال الإعلام (قناة الجزيرة) والقوة الناعمة ودعم الجماعات المتطرفة مستعيناً في ذلك بشعار «إذا كنت بلا مروءة فكل شيء مباح».

وهكذا عاش ابن جاسم حياته السياسية القصيرة وهو يرزح تحت عقدة «السعودية» الشقيقة الكبرى التي كان ينطق كلمة «الشقيقة» مقروناً باسمها وهو يضع يده على جبهته وكأنه يشكو الصداع.

ومع أن الحمدين حققا جزءاً مهماً من استراتيجية نشر الفوضى في المجتمع العربي إلا أنهما فشلا في المهمة الأساس وهي تفكيك المملكة ومصر، والأسوأ من ذلك هو انكشاف سوءاتهما عبر الوثائق والتسجيلات. ومن هنا كان التراضي الخليجي الدولي على تغيير موظفي الحكم في قطر في 25 يونيو 2013م وبعد ثمانية أيام حسوماً (3 يوليو 2013) تم تنحية «محمد مرسي» وجماعته عن حكم مصر. الإشكال هنا أن حمد بن جاسم لم يستطع الخروج من الدور ومواجهة الألم والفشل المتكرر والنتيجة هي وضوح إصابته بما يشبه أعراض متلازمة الاحتراق «Burnout syndrome».

قال ومضى:

من زرع الفتنة، قطف الندامة..

د. فايز الشهري

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *