“المغامسي”.. الشيخ الصالح

في الزمن السابق، وعندما كان خيارنا الوحيد هو “التلفزيون الحكومي”، لم يكن التنوع البرامجي كثيرا، وإنما بضع مسلسلات ونشرة أخبار، لم يتغير أداؤها حتى الآن، أما المذيعون والممثلون فكانوا من أشهر الخلق في المجتمع، ليس لأنهم مميزون وإنما كانوا قدرنا ولا بديل لهم.
مع كثرة وسائل الإعلام والفضائيات تحديدا، تكمن المنافسة بينهم فيما يخص المحتوى لجذب المشاهدين، ولهذا فإن الشهرة ومعاييرها تبدو أكثر صعوبة من قبل في ظل كثرة التخصصات وتفرع العلوم، مع اختلاف اهتمامات الجمهور وتطلعاتهم من تلك الوسائل الإعلامية.
يضرب الشيخ صالح “المغامسي” مثلا في أن الإبداع والإتقان ليسا شرطا في التخصص، فهو يحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، وتدرج في وظائف إدارية مختلفة، لكن الناس عرفوه بتقديم آيات القرآن الكريم بطريقة تعكس عمق علمه وسعة إدراكه، حتى وصف بأنه “شعراوي” السعودية، فبكاء الخشية يسبق حديثه، وإذا تحدث وطّن علاقة العبد بربه، ودعا إلى الثقة بالله، وحفز الإنسان إلى أعمال السرائر بعد الإيمان والتوكل على الله.
كم نحن بحاجة إلى هذا المنهج الدعوي والعلماء الربانيين، الذين يأخذون الناس إلى مصادرهم التشريعية، ويفقهونهم فيها مع الربط بواقع الحياة، وكيفية الخروج بأدوات وطرق تعينهم على الإصلاح والبناء، بعيدا عن السجالات الفكرية التي قسمت أبناء الوطن والعائلة الواحدة، وباعدت بين الناس وبين جمع كلمتهم في زمن تقسمت فيه الشعوب والأوطان.
بعد أن ذاع صيته هنا وهناك، وبات علامة فارقة في الشهرة إعلاميا ومجتمعيا، يحضر الشيخ “المغامسي” في ثلاث قنوات فضائية خلال هذا الشهر الكريم كمفسر للقرآن، وقاص لسيرة السنة النبوية، وتاريخ الفقه الإسلامي، إضافة إلى محاضراته المختلفة في دول الخليج.

مبارك الدجين
نقلا عن صحيفة (الوطن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *