الذكرى 57 لاستقلال الكويت.. مسيرة حافلة بالانجازات

الرياض - متابعة عناوين

تزيّنت الكويت بالأضواء والأعلام احتفالا بالذكرى الـ 57 للاستقلال والـ27 للتحرير من الغزو العراقي، وملأت الفرحة والبهجة شوارع الكويت، احتفالا بالعيد الوطني، والذي حصلت فيه الكويت على استقلالها عن الاحتلال البريطاني بتاريخ (25 فبراير 1961م)، وذكرى تحريرها من الاحتلال العراقي، والذي يصادف يوم 26 فبراير من كل عام.

يأتي الاحتفال بالعيد القومي هذا العام مع الذكرى الـ40 لانطلاق وبث النشيد الوطني للمرة الأولى، لتضفي على أفراحها فرحا مرتدية البهجة، في مرحلة تشهد فيها نهضة تنموية شملت مختلف المجالات وسط التفاف المواطنين حول قيادتهم الرشيدة.

ففي يوم 25 فبراير عام 1978، شهدت الكويت بث نشيدها الوطني لها بعد إقراره من مجلس الوزراء وهو من كلمات الشاعر الراحل أحمد العدواني، وتلحين الموسيقار الراحل إبراهيم الصولة، وتوزيع الراحل أحمد علي ليحل بديلا عن (السلام الأميري) الذي كان معمولا به سابقا، وتم اختيار موعد البث في ذلك اليوم تزامنا مع العيد الوطني آنذاك ومع الذكرى الأولى للشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حاكم دولة الكويت.

وتتميز احتفالات المواطنين الكويتيين بالعيد الوطني، وذكرى التحرير، بالمشاركة الواسعة من جميع قطاعات المواطنين والوافدين؛ حيث تمتلئ الشوارع والمتنزهات عن بكرة أبيها، وسط أجواء احتفالية وكرنفالية بجميع أنحاء البلاد من جانب، واستعدادات أمنية مكثفة لتأمين تلك الاحتفالات من جانب آخر.

أمراء تعاقبوا

نجد أن الأمراء الذين التي تعاقبوا على قيادة الكويت إلى التطوّر خلال الفترة من (1963م إلى الآن، تمثّلت في (عبدالله السالم الصباح من 1963 إلى 1965)، (صباح السالم الصباح من 1966 إلى 1977)، (جابر الأحمد الصباح من 1978 إلى 2006)، وأخيراً (صباح الأحمد الصباح من 2006 إلى الآن).

الشوارع تتزّين

زيّنت السلطات الكويتية الشوارع والمحاور الرئيسية، والمباني والمستشفيات الحكومية، بالأعلام الوطنية، وأضواء الزينة، بالإضافة إلى فتح أبراج الكويت، التي تعد أهم المعالم التاريخية والسياحية بالبلاد أمام الزوار، مع إطلاق العديد من المهرجانات الفنية والثقافية المتنوعة طول شهر فبراير بمحافظات الكويت الست، وفى مقدمتها مهرجان (هلا فبراير).

وتشهد الاحتفالات عددا من العروض العسكرية، التي يقبل على مشاهدتها المحتفلون، وفى مقدمتها القفز بالمظلات أعلى أبراج الكويت على الخليج العربي؛ حيث تصطف طوابير المحتفلين أمام الأبراج لمشاهدتهم، بالإضافة إلى المشاركة الواسعة لوحدات الجيش، البرية، والبحرية، والجوية، و وزارة الداخلية والحرس الوطني.

ويُعد العيد الوطني للكويت، عطلة رسمية بجميع المؤسسات والمصالح الحكومية، والبنوك، والمدارس، احتفالاً بذكرى استقلال البلاد عن المملكة المتحدة؛ حيث يحتفل به في 25 فبراير من كل عام، بعد أن استقلت الكويت في 19 يونيو عام 1961، في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح.

أوّل احتفال

جرى أول احتفال بالعيد الوطني للاستقلال، بتاريخ (19 يونيو 1962م)، وهي المرة الوحيد التي أقيم فيها احتفال بالاستقلال بهذا التاريخ، وفي عام 1963، تم ترحيل عيد الاستقلال، نظرا للحر الشديد في هذه الفترة، وتم دمجه مع تاريخ عيد جلوس الأمير عبدالله السالم الصباح، والذي يصادف (25 فبراير من كل عام)، ومنذ ذلك الحين، والكويت تحتفل في عيد استقلالها في هذا التاريخ.

حرب الخليج

أما المناسبة الأخرى التي يحتفل بها الكويتيون سنويا، فهي ذكرى تحرير البلاد من الغزو العراقي، والتي توافق 26 فبراير من كل عام، وهو أيضا أحد أيام العطل الرسمية بالكويت، بعد أن قام الجيش العراقي بشن هجوم على الكويت في 2 أغسطس 1990، واستغرقت العملية العسكرية يومين، وانتهت باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 أغسطس، ثم تشكيل حكومة صورية برئاسة العقيد علاء حسين، تحت مسمى (جمهورية الكويت)، ثم أعلنت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس 1990، ضم الكويت للعراق، وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت، إلى جانب إعلان الكويت المحافظة رقم 19 للعراق وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت، ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية، إلى أن انتهى الأمر بعد 7 أشهر وتم تحرير كامل الأراضي الكويتية من خلال حرب الخليج الثانية.

تهاني الأشقاء

انهالت التهاني من الأشقاء إلى الكويت حكومةً وشعباً، حيث  بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، برقية تهنئة، إلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والشعب الكويتي، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده، معربين باسمهم وباسم الشعب السعودي عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للكويت حكومةً وشعباً، مشيداً بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين، والتي يحرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة.

وشهد مطار الطائف الدولي مشاعر الفرحة والدهشة التي عاشها ركاب الرحلة الكويتية القادمة لمحافظة الطائف عندما استقبلهم منسوبي المطار بالهدايا والورود والأعلام وعبارات التهاني والتبريكات، حيث توشح الجميع شعاري السعودية والكويت، وصدح النشيد الوطني لدولة الكويت في أرجاء صالات المغادرة والقدوم، وتوسّد شعار الدولتين أكتاف موظفي المطار من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، في مشهدٍ يعبر عن روابط الأخوة والمحبة التي تجمع المملكة والكويت.

مصر والإمارات

قال سفير دولة الكويت بالقاهرة السفير محمد صالح الذويخ، إن لهذه الذكري الوطنية الراسخة في أذهان وقلوب الكويتيين طابع خاص، حيث تحلّق في سماء الوطن بجناحين، جناح ذكري الاستقلال المليء بقيم الحرية وقيام الدولة الرسمية بعلمها البراق ونشيدها الخفاق وذكري التحرير المفعم بمعاني الحياة والنصر والسلام.

في السياق، أكّد سفير دولة الكويت بالإمارات صلاح البعيجان، فخره واعتزازه بما تحقق من انجازات تنموية وحضارية، منوها بدور دولة الكويت بقيادة أمير البلاد وما بذله من جهود لترسيخ هذا العمل على المستوى الإقليمي والدولي وانجازات لافتة ومميزة لدولة الكويت (بلد الصداقة والسلام)، مشيداً بمساعي أمير البلاد صباح الأحمد، لتسخير كافة الجهود لتحقيق تطلعات شعب الكويت في المزيد من التطور والازدهار والتنمية المستدامة إلى جانب دوره الإنساني في خدمة القضايا الإقليمية والإسلامية والعربية والخليجية ودعمه المتواصل للعمل الخيري والإنساني في الدول التي تعرضت للكوارث والحروب والدمار من اجل إغاثة المنكوبين وإعادة الاعمار فيها.

وأشاد السفير البعيجان، بالمبادرة الأميرية السامية التي تزامنت مع هذه الاحتفالات الوطنية بجمع شمل الغارمين المحبوسين على ذمة ديونهم سواء كانوا مواطنين أو مقيمين في دولة الكويت.

من جهته، قال عميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت لدى البحرين الشيخ عزام بن مبارك آل صباح، إن دولة الكويت تعيش هذه الأيام احتفالات وطنية تمثل علامات فارقة في تاريخها يجدد أبناؤها من خلالها وفاءهم وولاءهم لوطنهم والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة، مؤكدين العزم على المضي بالسفينة نحو الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الرشيدة.

وأضاف: أن الكويت تحتفي بعيدها الوطني وهي تستذكر تاريخا حافلا من الوحدة الوطنية، مضيفا أن الاحتفال في البحرين ما هو إلا تجسيد لأواصر الأخوة والمحبة وامتداد للتاريخ الكبير الذي يجمع بين البحرين والكويت حكومة وشعبا.

وتابع: إن الترابط بين البلدين الشقيقين يعكس مدى التلاحم بين القيادتين الحكيمتين والشعوب تحت راية الوفاء والمحبة، داعيا المولى عز وجل أن يديم علينا نعمة الأمان والأمان وأن يحفظ لنا قادتنا.

التفاف الشعب حول القيادة

تكشف احتفالات الكويت مدى التفاف الشعب حول هذه القيادة الحكيمة لتمضي بسفينة هذا البلد نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار، لتستمر مسيرة العطاء لأمير دولة الكويت، والذي يعمل جاهدا لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعا للديمقراطية حيث أقر خطة التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بالكويت وتحولها إلى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *