المواطن السعودي ومئذنة المسجد

من الأمور التي لا يجب النقاش فيها أو المزايدة عليها في بلادنا المملكة العربية السعودية، بناء المساجد والعناية بها، ليس في المملكة وحسب، بل وفي أماكن كثيرة حول العالم. وإضافة لجهود الدولة، وعلى هذا الأساس، دأب المواطن السعودي منذ زمن طويل على وضع لمساته في إعمار بيوت الله والعناية بها في الداخل والخارج. وأقرب مثال على ذلك ومنذ عقود كان الكل يرى قيام الكثير من المبتعثين، رغم محدودية دخلهم الشهري في بلاد الغرب وخاصة في أمريكا، بالتكافل والتعاضد لاستئجار شقة وسط أي مجمع سكني يقطنه المبتعث السعودي لتكون مصلى خاصا لهم ولكل مسلم يقطن معهم في نفس المجمع. وكذلك قام بعضهم بالتكفل بمجهودات فردية أو بالتنسيق مع الحكومة السعودية -حفظها الله- لبناء الكثير من المساجد في مختلف البلاد. أي بمعنى آخر وهو أن المملكة وكل مواطن فيها أصبح من العوامل الرئيسة في انتشار العدد الكبير من المساجد وارتفاع أصوات الأذان في كل شارع بالمملكة وفي مدن كثيرة حول العالم.

قبل أيام سمع الكثير أحد المواطنين في مقابلة تلفزيونية يتحدث عن المسجد في طرح لم يكن موفقا فيه ودخل في مواضيع كان من المفروض أن يتحدث بها أناس غيره. ففي المملكة تجد مساجد كثيرة في كل حي وفي الجامعات والمستشفيات ومحطات البنزين وفي كل المباني الحكومية والخاصة. وهذا أمر يدل دلالة واضحة على أن المجتمع السعودي له تعلق خاص بالمسجد وبصوت المؤذن الذي هو جزء من حياته اليومية الذي يفتقده عندما يسافر إلى الخارج.

وحديث إعلامي واحد لم يوفق في الطرح أو تحدث بشيء ليس من شأنه يجب أن لا يجعلنا نتبادل الردود المشحونة في أمر تحدث فيه شخص لا يمثل إلا نفسه وحديثه لن يغير أو يؤثر على طبيعة المجتمع السعودي وتعلقه بالمسجد وحبه سماع صوت المؤذن. ويا حبذا لو قام الكل بزيادة تعلقه بالمسجد عبر زيادة الوعي بأهمية نظافة المسجد وما حول المسجد ودورات المياه بداخل المسجد.

عبد اللطيف الملحم

(نقلاً عن اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *