الموسى : أسماؤنا وقبائلنا سبب للفشل وعدم الوصول للمناصب

الرياض – عناوين:

أثار مقال الكاتب على الموسى بصحيفة “الوطن”  ، اليوم السبت ، الجدل بعدما ألمح إلى أن أسماء القبيلة تكون سببا فى الفشل وعدم تقلد مناصب رفيعة ، ففى الوقت الذى وافق البعض الكاتب فى رأيه ، رأى آخرون  أن اسماءنا وقبائلنا لم تكن في يوم من الايام سببا لفشلنا” ، مطالبين بوقف الموسى عن الكتابة.

 

وفيما يلى نص مقال الموسي :

 

صاحب المعالي: علي محي يحيى.. “صعبة شوي”


بعد أكثر من عقدين من الزمن، اضطر “صاحبنا” أن يقفز من المركب، وأن يقدم استقالته من منصب الرجل الثاني في هرم إدارة هذه الشركة العملاقة الخاصة. والسبب الجوهري ليس إلا أنه اكتشف أنه من المستحيل تماماً أن يقفز فوق السطح الزجاجي ليكون “سقف” الشركة التي وهبها بإخلاص كل يوم من حياته. لا يمكن له أبداً، وبالبرهان، أن ينال لقب “صاحب السعادة المدير العام” رغم أنه خريج متميز لأعظم جامعاتنا الهندسية، ومن أرقى أقسامها ورغم كل ما بعد ذلك من التأهيل حتى بنى لنفسه سيرة ذاتية مدهشة يتمناها أي سعودي. كان “صاحبكم” يشتكي لي “ضاحكاً” عن مكمن العلة في بناء الورق “الصرف” في كتابة السيرة الذاتية. قلت له جاداً “ساخراً” إنه لا توجد علة شاردة في أوراق السيرة الذاتية العشر المليئة بالشهادات والخبرات والدورات وتقارير الأداء الوظيفي الاستثنائية: العلة الكبرى تكمن تماماً في السطر الأول، حيث الاسم الرباعي “القروي” الخالص. قلت له إن أسماءنا القروية قصيرة جداً جداً في النطق وعدد الحروف وكأن أهالينا كانوا في عجلة ليطلقوا علينا ما كان على طارفة اللسان: أسماؤنا لا تملأ الفم، وخذ بالمثال أنه في ما عدا اسم أبي فإن اسمي كاملاً حتى الجد السابع يتكون من حرفين فقط يضاف إليهما حرف “علة” وضع كي يخرج الهواء من الفم.
الخلاصة أن تركيبة أسمائنا لن تصعد بنا فوق سقف زجاجي أو خشبي.. وخذ من باب الدعابة كيف ينظر الأخ العزيز من القصيم، مثلاً، إلى دور الاسم في مستقبل السيرة الذاتية في مقابل نظرة “القروي”: فمع كامل اعترافي أن لأخي “القصيمي” سمتاً إدارياً من الحكمة والصبر والبرود الضروري في مواجهة أسوأ القرارات الإدارية وأصعب المواقف، إلا أنه أيضاً يضيف حرف التعريف “أل” إلى أسماء والده وأجداده عندما يكتشف أن الاسم “خماسي” قصير الحروف والنطق. القروي في المقابل يكتفي بحرفين في بناء الاسم ويحذف من العجلة حرف العلة. أهالي القصيم الأعزاء الكرام يستمعون إلى المقطع الأول من أغنية فيروز: أسامينا/ شو تعبوا أهالينا/ ابتكروا فيها، بينما كالعادة يستمع أهل القرى إلى المقطع الأخير ويقتنعون به: الأسامي كلام/ شو خص الكلام. العلة أخي هي في الاسم والسطر الأول “علي محي يحيى” لا في السيرة الذاتية المدهشة. غيرنا أخي، علي، ليصل لأعلى المناصب ويتزوج حتى الرابعة باسمه “العشاري” الضخم ونحن ما زلنا نختصر أسماءنا في حرفين نضيف لآخرهما حرف علة للحذف، وهذا لن يأخذنا حتى للزوجة الأولى لولا أننا تزوجنا في زمن لم تكن به الأسماء رأس السيرة الذاتية.
في الختام.. اشرح لي أخي كيف يقرأ مذيع نشرة الأخبار عبدالكريم العبدالمحسن السليطين اسمك عندما يرد في نشرة الأخبار: استقبل صاحب المعالي علي محي يحيى…. “صعبة شوي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *