ليتهم يفعلون في غير رمضان!

مع قدوم شهر الخير والغفران شهر رمضان تلقيت مثل غيري عدة رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو بشكل مباشر وغير مباشر، إلى التنبه إلى الاستعدادات الكبيرة والمرتبة والمبكرة، التي عادة ما تقوم بها القنوات التلفزيونية مع طاقم وجيش كبير من المنتجين والممولين والمخرجين والفنانين والفنيين، لتجهيز مسلسلات وبرامج مخصصة للعرض في رمضان، لا تخلو من الفتن وما يخدش الصيام ويشغل عن الطاعات وفعل الخير ليل نهار.
ومن المؤكد أن مثل هذه التنبيهات لا تقصد بعض البرامج المفيدة التي فيها وعظ وإرشاد وذكر للسير والقصص الرائعة والمفيدة، وهي أيضا لا تقصد تلك البرامج الحوارية والتثقيفية التي تسهم ـ بشكل أو بآخرـ في التحفيز على فعل الطاعات والإكثار من الصالحات، أو تدعو لتغيير سلوكيات وعادات غير حسنة، وللتشبيه لا الحصر، فأنا وعلى مدى سنوات طويلة أستمتع بمشاهدة برنامج خواطر لاحتوائه على مضمون محفز للتقليد والمحاكاة، وعلى كم من المعلومات مدعمة بمشاهد حية ولقاءات جميلة تضيف شيئا كبيرا للمشاهد والمتابع، ولعل مثل هذه البرامج من الضرورة إنتاجها وبثها تحديدا في رمضان لعلها تسد شيئا من الفراغ الناجم من استحواذ المسلسلات سيئة الذكرعلى معظم ساعات الليل والنهار.
ما أود قوله هنا: إن هذا الكم من المسلسات الدرامية على وجه الخصوص بما تحتويه من نصوص ومشاهد في جانب كبير منها، قد يكون من غير اللائق عرضها في غير رمضان فكيف والحال في رمضان لن آتي بجديد لو استفسرت عن سبب انتقاء شهر رمضان من بد كل الشهور من قبل تلك القنوات لعرض هذا الغثاء على الناس، ولن آتي بجديد لو انتقدت مضمون هذه المسلسلات والبرامج والفوازير وما لا يمكن حصره مما يبث ويعرض في رمضان، فمثل هذا الكلام يكرر سنويا في الإعلام وعلى المنابر وفي المجالس، لكن ما أدعو إليه هو لو تحركت الجهات الرسمية في الدول العربية التي تشترك كلها في عضوية بعض الاتحادات والنقابات والجمعيات الخاصة بالقنوات والإذاعات، وتبنت مبادرة تطالب باتفاق شرف بين هذه الدول أو هذه القنوات، على ألا يتم تخصيص شهر رمضان ليكون زمانا لعرض عشرات المسلسلات الهابطة والفاتنة وغير المنضبطة، وأن يسد هذا الباب احتراما للشهر الفضيل وتقديرا لمشاعر ورغبات المسلمين.

طارق إبراهيم 

نقلا عن (الوطن)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *